الرباط - أشارت دراسة لوكالة الحقوق الأساسية التابعة للاتحاد الأوروبي إلى تعرض أزيد من 54% من المهاجرين المغاربة المقيمين في إسبانيا للتميز العنصري، وأن 10% منهم يعتقدون بأن السبب الوحيد في ذلك هو معتقداتهم الدينية واعتناقهم للإسلام الحنيف، في حين يشعر أكثر من نصف المهاجرين المغاربة بإسبانيا بأن أصولهم العرقية هي السبب في التمييز العنصري. وكشفت معطيات الأبحاث والدراسات التي أجراها المعهد الفرنسي لدراسة السوق والرأي (ب ف أ) بتكليف من المجلس الاستشاري للمغاربة المقيمين في الخارج أن "فئة الشبان المهاجرين المغاربة أقل اندماجاّ في المجتمع الإسباني مقارنة ببعض مجتمعات الدول الأوروبية الأخرى كفرنساوبلجيكا وهولندا وألمانيا وبريطانيا". وأفادت الدراسات أن 85% من الشبان المغاربة المقيمين في إسبانيا لم يتوجهوا قط إلى مكاتب التصويت، ولم يشاركوا أبداّ في الانتخابات، في حين أشارت الدراسات ذاتها أن نسبة 86% من المهاجرين المغاربة في بلجيكا شاركوا في العمليات الانتخابية. وأجري الاستطلاع المذكور على عينة من الشباب المغربي المقيم في إسبانيا وشمل 2610 شخص، حيث بينت النتائج أن نسبة 61% من الشبان المغاربة المقيمين في إسبانيا يتحدثون ويكتبون اللغة الإسبانية، بينما ترتفع هذه النسبة إلى 96% في فرنسا. ويضيف الاستطلاع أن نسبة 93% من الشباب المغربي المقيم في إسبانيا متزوجون ومستقرون في سكناهم، أو يقطنون مع أشخاص آخرين من أصل مغربي، بينما هذه النسبة لا تتجاوز معدل 43% في ألمانيا. وأوضح الاستطلاع أن سبعة من كل عشرة شبان مغاربة في إسبانيا يفضلون الزواج من فتيات يعتنقن الدين الإسلامي، بينما أكثر من النصف يعتبرون أن الزواج من فتاة بكر قضية مهمة جداّ بالنسبة لهم، ولا جدال فيها. وأشار الاستطلاع إلى أن 28% من الشبان المغاربة في إسبانيا لا يقومون بزيارة مواطنين أسبان في حياتهم اليومية بشكل مطلق تقريبا، بينما تتراجع هذه النسبة في ألمانيا إلى أقل من 7%. وذكر الاستطلاع أن نسبة 73% من المستطلعة آرائهم في إسبانيا يمارسون شعائرهم الدينية و يترددون على زيارة المساجد وأداء الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وصلاة العيدين، بينما واحد من كل عشرة أشخاص يرتادها يومياّ، وهذه النسبة لا تتعدى معدل 5% في بلجيكا. وأبرزت صحيفة العلم المغربية أن إيزابيل مارطينيز الكاتبة العامة الاسبانية المكلفة بسياسة المساواة في حكومة خوصي لويس رودريغيز زباطيرو "أن ثلثي التلاميذ الأسبان يرفضون زملاءهم المغاربة". وأوضحت المسؤولة الإسبانية خلال افتتاح الدورة الثانية لمسابقة "اخرج للساحة ضد العنصرية" المنظمة مؤخراّ في العاصمة الإسبانية مدريد أن 41% من التلاميذ والطلبة الأسبان أكدوا في استطلاع للرأي أجري أخيراّ "إنهم يشعرون بضيق ونفور، وقد يغيرون أماكنهم في الفصل الدراسي، إذ جلس بجانبهم زميل من أصل مغربي".