div align="justify" dir="rtl"a style="color:#000000; font-family:Traditional arabic, sans-serif; font-weight: bold; font-size: 20px;" " class="title" تطالب عائلة المهندس المغربي محمد الخيتر بفتح تحقيق حول ظروف وفاته في حمام شقته بباريس، حيث وجد مذبوحا وغارقا في دمائه. وتنفي عائلة الخيتر أي علاقة له بتيارات إسلامية متطرفة كما أشارت إلى ذلك الصحافة الفرنسية، مرجحة أنه كان ضحية جريمة قتل. وتقدمت العائلة بشكوى لوزارة الخارجية المغربية للمطالبة بفتح تحقيق في الموضوع، لكنها فوجئت بأن الوزارة لم تتوصل إلى اسم محمد الخيتر في لائحة الوفيات بفرنسا «علما أنها تتوصل إلى جميع أسماء الوفيات في أجل لا يتعدى 24 ساعة»، على حد قول أحد أفراد العائلة. وأضاف: «نحن نعتقد أن هناك تهاونا من قبل القنصلية المغربية في باريس، حيث أعلمت العائلة بوفاة الخيتر بعد أربعة أيام من وفاته». ولم يتسن ل«الشرق الأوسط» الوصول إلى مصادر القنصلية للتأكد من صحة هذه المعلومات. وتعود الحادثة إلى 25 من يوليو (تموز) الماضي، حيث عثر على الخيتر، (29 سنة)، الذي ينحدر من مدينة سيدي قاسم (وسط المغرب)، مذبوحا من الوريد إلى الوريد في حمام شقته وبجانبه رسالة مكتوب فيها «لا تبحثوا عن أحد أنا أحب الله»، وتم اكتشاف وفاته بعد أن اتصل الجيران برجال الوقاية المدنية عقب تسرب في المياه من شقته التي تقع في شارع كوربفوا بباريس. وأشارت الصحافة الفرنسية إلى أن التحقيق يظهر أن الحادثة ناتجة عن عملية انتحار، لأن باب الشقة كان مقفلا من الداخل. وأضافت أن الشاب المغربي «إسلامي متعصب وأن عملية الانتحار كانت عبارة عن طقس ديني ذبح فيها الشاب نفسه كأضحية العيد». وأفادت كريستين، وهي صديقة الخيتر لمدة 8 سنوات ومن أصل روسي، بأن الخيتر كانت له «ميول إسلامية متطرفة» وأنه في الأيام الأخيرة قبل وفاته أخبرها أنه كان يحلم «بالكتاب المفتوح، وأن الثماني سنوات المقبلة سيفنى فيها الكون، وأن الشيطان يتواصل معه عبر قطة سوداء»، وأضافت أنه كان يكثر من الصلاة. لكن عائلة الخيتر تعتبر أن علاقته مع صديقته الروسية دليل على عدم ميوله الإسلامية المتطرفة، ويشار إلى أن عائلة الضحية كانت تعارض علاقته مع هذه الصديقة، وكان يتجنب أن تلتقي أي أحد من أفراد أسرته. وقالت هندة الهلالي زوجة أخي محمد الخيتر ل«الشرق الأوسط» إنه اتصل بعائلته قبل يوم من وفاته وأكد لهم أنه حجز تذكرة الطائرة في الثامن من أغسطس (آب) ليسافر إلى المغرب ليقضي شهر رمضان مع أسرته، وكان شقيق الخيتر الأصغر مكث معه في فرنسا 12 يوما وكان حاضرا عند حجزه تذكرة الطائرة واشترى الهدايا لجميع أفراد أسرته استعدادا للسفر، وأوضحت الهلالي أن أخت الخيتر الصغرى، التي تتكلف مراسم إحضار جثته إلى المغرب، وجدت تذكرة أخرى باسمه في 25 من يوليو، أي بعد يوم واحد من اتصال الخيتر بعائلته، وتأكدت العائلة أن قيمة التذكرة سددت نقدا، في حين تقول صديقته إنه كان ينوي السفر إلى المغرب في 25 من يوليو لكنه غير رأيه بعد أن وصل إلى المطار، الأمر الذي أثار شكوكا لدى عائلة الضحية. وأضافت الهلالي أن عائلته لا تصدق عملية الانتحار، حيث استشارت إخصائيا ألمانيا وهو صديق للعائلة، وأفاد بأن عملية الانتحار بتلك الطريقة، أي من الوريد إلى الوريد، مستحيلة، نظرا لأن عملية الذبح من الوريد تشل الحركة بعد تمزقه ولا يمكن إكمال عملية الذبح بعد ذلك، مرجحة أن الحادث كان نتيجة جريمة قتل. وأكدت الهلالي أن العائلة تعتزم فتح تحقيق في الأمر وإحضار خبير في الخطوط لتحليل خط الرسالة التي وجدت بجانبه وما إذا كان الخط مطابقا لخط الضحية، وأوضحت أن العائلة أبلغت السلطات المغربية والجمعيات الحقوقية أنها ستنظم وقفة احتجاجية عند وصول جثمان الشاب إلى المغرب يوم غد الجمعة وتطالب بإعادة الاعتبار له في الصحافة الفرنسية ولا يتم اعتبار أنه «مات مثل الخروف». وكانت مسيرة محمد الخيتر الدراسية جد متفوقة، مما جعله يغادر مدينة سيدي قاسم ليدرس البكالوريا (الثانوية العامة) بثانوية الليمون بالرباط التي تقبل فقط الطلبة المتفوقين، وتخصص بعلوم الرياضيات من أجل الحصول على مجموع مهم، وتأتى له ذلك عام1999، حيث حصل على الرتبة الأولى بأكاديمية الرباط، مما أهله للحصول على جائزة من وزير التعليم آنذاك، التي تقدم للطلبة المتفوقين على صعيد الأكاديمية، تقدم بعدها الخيتر للدراسة بالأقسام التحضيرية للهندسة بمدينة المحمدية وسافر بعدها إلى فرنسا بعد أن تم قبول طلبه بإكمال دراسته هناك، وتكفل والداه بتكاليف الدراسة، في حين تكفل خاله الذي يعيش في فرنسا بضمانه هناك، وأكمل الدراسة في الأقسام التحضيرية للهندسة بمدينة «بواتيي» لمدة عامين، والتحق بعدها بالمدرسة الوطنية العليا للمناجم بسانت إتيان مدة عام ونصف العام، ثم توجه الخيتر بعد ذلك لمدينة غرونوبول والتحق بالمدرسة الوطنية لعلوم المعلوميات والرياضيات لمدة ثلاث سنوات، وفي الوقت نفسه حصل على الماجستير في الهندسة في بجامعة غرونوبول ليصبح مهندس دولة. وطوال فترة الدراسة، كان والدا الخيتر وشقيقه الأكبر يتكفلون بالمصاريف اللازمة للدراسة خلال السنوات العشر التي قضاها بفرنسا، لأنه لم يكن يعمل بسبب تركيزه الزائد في دراسته إلا أيام العطلات، ولم يكن يحضر إلى المغرب إلا نادرا، ولا يمكث مع أسرته إلا أياما قليلة. عمل الخيتر بعد ذلك في أحد البنوك الفرنسية بفضل تفوقه في دراسته لمدة وجيزة والتحق بعد ذلك للعمل في أحد البنوك المغربية بفرنسا. صفاء الصبري جريدة الشرق الاوسط