تناقلت وسائل الإعلام الإسبانية اليوم الإثنين معلومات نسبت إلى أجهزة الإستخبارات، تعكس قلق هذه الأخيرة من تنامي مجموعات إسلامية متطرفة لاتتورع عن تلقين أعضائها مبادئ جهادية. ويضيف التقرير بأن المدارس القرآنية المتطرفة الموجودة في إسبانيا لا تختلف في شيء عن المدارس في أفغانستان و باكستان و التي "تعتبر مهد الإرهاب الإسلامي". وحسب المعلومات فإن على الأقل 90 مسجدا من ضمن 900 الموجودة في إسبانيا تلقن مذاهب متطرفة وتنتشر على الخصوص في برشلونة، طارغون، سبتة ومليلية. ويظهر التقرير توجسا خاصا من جماعة الدعوة والتبليغ، حيث يؤكد أن أسفار أعضائها المتكررة إلى مناطق أفغانستانوباكستان، لاتسمح بالتأكد مما إذا كان السفر هو فقط لحضور التجمعات الدعوية للجماعة، أم يتم تلقي تدريب عسكري خلال هذه الأسفار في ميادين تدريب السلفية الجهادية. وبالتالي فهذا الغموض الخطير الذي يكتنف أنشطة الجماعة جعل جهاز الإستخبارات الإسباني يعتبرها "كتهديد للاستقرار الاجتماعي". و رغم أنها من الجماعات الأكثر تأصلا في إسبانيا حيث تواجدت منذ أكثر من 15 سنة، ورغم أن جذورها النظرية بعيدة كل البعد عن الإتجاهات العنيفة، إلا أن انتشار الجماعة في بعض المناطق من إسبانيا تسودها اتجاهات راديكالية أدى إلى تحولات في اتجاهات الجماعة. هذا ويذكر أن المحكمة الوطنية في إسبانيا، وهي أعلى هيئة قضائية جنائية، أقرت مؤخراً منح الجنسية الإسبانية لعضو بحركة التبليغ والدعوة، بعد أن رفضت السلطات المختصة منحه إياها في 2006 بناء على تقرير أعده المركز الوطني للاستخبارات الإسباني والذي اعتبر جماعة الدعوة والتبليغ جماعة "تدعو للتفرقة العنصرية وأنها مناوئة للاندماج الاجتماعي". وبررت المحكمة الوطنية نقضها للقرار الإداري بمنع المواطن من أصول مغربية من الجنسية، بأن نشاطه ضمن حركة الدعوة و التبليغ لايمنع من اندماجه داخل المجتمع الإسباني، وكما يثبت ذلك من خلال شهادة معلمي أبنائه ومن مشاركته في الاحتفالات المحلية في منطقة إقامته وأنشطته لدعم المهاجرين. وقد قامت وزارة العدل باستئناف الحكم، وستوفر الاستخبارات الإسبانية فيما علم تقارير أخرى لدعم قرار وزارة العدل. يشار إلى أن هذه الأخيرة درجت على رفض منح الجنسية لأعضاء في جماعة التبليغ والدعوة في السابق، لا لشيء سوى انتمائهم إلى هذه الجماعة، بسبب تقارير سلبية تعدها الإستخبارات عنهم في كل من إشبيلية ومورسيا وهويلبا. يذكر أن المواطن المغربي لديه تصريح بالإقامة منذ 1991 وهو أب لأبناء إسبان.