أصدرت محكمة بمليلية الثلاثاء الماضي حكما بالسجن لمدة 13 سنة في حق مغربية تنحدر من منطقة ازغنغان القريبة من مدينة الناظور، بعدما توبعت بتهمة محاولة قتل طفلتها "جميلة" البالغة من العمر سنتان شهر نونبر من السنة الماضية، عن طريق حقنها بمادة كحولية أثناء وجودها بالمستشفى المركزي للمدينة قصد العلاج، كما قضت المحكمة ذاتها بحرمان الأم من حق الأمومة ومنعها من الاتصال بابنتها إلى حين بلوغها سن الرشد. وارتاب الأطباء بمستشفى كوماركال بمليلية في حالة الصغيرة التي تدهورت بشكل مفاجئ قبل أن تدخل في غيبوبة، على الرغم من كونها كانت قبل قدوم الأم إلى الغرفة التي ترقد بها قد تعافت بشكل كبير وبدأت تحبو في جناح الأطفال، وهو أمر أكده عدد من الشهود أثناء المحاكمة. وبينت التحاليل التي أجريت في الحال أن دم الطفلة "جميلة" يحتوي على نسبة عالية من الميتانول، وهو ما جعل الطبيب المشرف يتوجه إلى الأم بالسؤال ما إذا كانت قد سممت بنتها، قبل أن يطلب تفتيش حقيبتها اليدوية حيث عثر بالفعل على إبرة حقن بداخلها تحتوي على كحول. غير أن المتهمة بررت حملها لإبرة الحقن تلك بكون أسرتها متعودة على الاحتفاظ بها حيث تستعمل أسرتها عادة إبرا من نفس النوع لحقن كلابها بالأدوية، وزعمت أنها جلبتها إلى المستشفى بقصد اخذ عينات من قيئ ابنتها لإخضاعه للتحليل في احد المختبرات. وكشفت التحريات أن "نعيمة" البالغة من العمر 30 سنة تواجدت لوحدها إلى جانب بنتها الصغيرة، وعمدت إلى حقن جرعات من الكحول عبر الأنبوب الموصول بجسد طفلتها بواسطة إبرة الحقن التي كانت بحوزتها، وبموجب ذلك تم اعتقالها من قبل الشرطة التي حضرت إلى المستشفى على وجه السرعة. وتمسك دفاع "نعيمة" أثناء أطوار المحاكمة ببرائتها من التهمة المنسوبة إليها برغم الدلائل الكثيرة التي تدينها، وقرر استئناف الحكم أمام المحكمة العليا في غضون الأيام المقبلة، كما أنكرت المتهمة من جانبها إلحاق أي مكروه بابنتها، وزعمت أنها كانت لتفعل ذلك بمنزلها بازغنغان لو رغبت في ذلك، دون تحمل عناء نقل الصغيرة إلى مستشفى مليلية لإخضاعها للعلاج. من جانب آخر، من المرتقب أن يسعى القاضي إلى استصدار قرار موجه للسلطات المحلية بالناظور لإجراء تشريح لجثة الطفلة الثانية ل" نعيمة" والتي توفيت قبل 40 يوما من ضبط الأخيرة بالمستشفى المركزي بمليلية، ويشتبه القاضي أن يكون سبب وفاتها ناتجا عن حالة تسميم مماثلة لما قامت به المتهمة في حق الصغيرة "جميلة" التي تم إنقاذ حياتها وسلمت لوالدها "عبد العزيز" بعد تعافيها نهائيا، غير أن هذا الأخير ينفي تورط زوجته في ذلك، تماما كما يصر على برائتها من تهمة تسميم الصغيرة "جميلة" بمادة كحولية.