أعادت قضية اعتقال "سامي الشاوش" المستخدم بجمعية "الأمانة للقروض الصغرى" يوم 11 مارس الجاري من طرف شرطة مدينة العروي بتهمة جاهزة وهي "الإتجار في المخدرات" موضوع التهم الجاهزة ضد الريفيين إلى صلب النقاش العمومي، فقد تشكلت بمدينة العروي مباشرة بعد هذا الاعتقال التعسفي الذي يذكرنا بالسنوات الداكنة، سنوات الجمر والرصاص، لجنة مكونة من مختلف الفاعلين المدنيين بالمدينة، سميت ب "اللجنة المؤقتة لإطلاق سراح سامي الشاوش" وشرعت في جمع التوقيعات كشكل من الأشكال التضامنية مع المعتقل الذي يشهد له الجميع بالمدينة بحسن خصاله وأخلاقه. قراءة سريعة للسياق العام لاعتقال "سامي الشاوش" تجبرنا على إبداء الملاحظات التالية : 1- الاعتقال تم بتهمة جاهزة وهي الإتجار في المخدرات دون توفر أي دليل لدى الشرطة (وإن كانت تتوفر على دليل يثبت تورط المعني بالأمر فلتأتي به لنضع النقط على الحروف) الشيء الذي يحول الشرطة من جهاز لحماية المواطنين إلى جهاز للتخويف والترهيب. 2- الاعتقال تم بناءا على تهمة وجهها شخص معروف بسوابقه العدلية "سعيد ولد الجبلية" (دخل السجن أكثر من ستة مرات) لسامي الشاوش بهدف الانتقام منه والنيل من نبل أخلاقه، ف "ولد الجبلية" معروف لدى العادي والبادي بالعروي بتعاطيه لمختلف أنواع المخدرات بما فيه المخدرات الصلبة، وبسلوكاته الشاذة، مما يعني أن الشرطة بمدينة العروي فقدت كل مصداقيتها، بل وتحولت إلى "غول" مخيف لكل المواطنين لأن اعتقال أي شخص بناءا على اتهامات شخص آخر –مهما كان هذا الآخر- دون توفر أي دليل يعني أن جهاز الشرطة قد تحول إلى أداة لتصفية الحسابات الشخصية بين الأفراد. 3- اعتقال سامي الشاوش، إن كان قد أثار الجدال محليا ووطنيا ودوليا، فإنه فتح النقاش حول عمل أجهزة الدولة ومراقبتها لتجارة المخدرات، فاليوم لا يجادل أحد في كون أباطرة المخدرات الحقيقيون هم مسؤولي الدولة بمختلف مراتبهم وسلالهم . وقد أكدت حملة وزارة الداخلية من قبل على أنشطة تجارة المخدرات بالشمال هذا المعطى بشكل لا يترك المجال لأي شك. 4- هذا الاعتقال، والذي سبقته سيناريوهات مشابهة بالعروي ، أي اعتقال أشخاص بناءا على اتهامات أشخاص آخرون دون توفر الدلائل- يعني من ضمن ما يعنيه أن جميع المواطنين معتقلين في حالة سراح مؤقت، لأن كل واحد منا نحن أبناء هذا الريف يمكن أن يتم اعتقاله بناءا على اتهامات أو تصريحات الغير، والتي هي تصريحات واتهامات غير مسؤولة دون توفر الدلائل، وهذا مؤشر على عودة بلادنا إلى السنوات الداكنة. 5- اعتقال أشخاص بنفس التهمة ودون أي دليل وبناءا على اتهامات أشخاص آخرون كانت قد حدثت مرارا وتكرارا بالعروي، وكانت جريدة الصباح قد أثارت هذا المشكل من قبل، حيث أصبحت ظاهرة خطيرة بالعروي تهدد أمن وسلامة واستقرار المجتمع ككل، وغالبا ما تتم هذه الاعتقالات بمنطق الابتزاز، أي محاولة أشخاص معروفين بسوابقهم العدلية إرغام المواطنين على أداء مبالغ مالية مهمة، وفي حالة رفض أي أحد الخضوع لرغباته يتم اتهامه بالاتجار في المخدرات، وحين يتم الاعتقال بناءا على هذه القاعدة يفتح الباب على مصراعيه حول أسباب ومسببات دخول الشرطة في هذه اللعبة، أي لعبة الابتزاز. فكري الأزراق عضو جمعية ثامزغا للثقافة والتنمية بالعروي [email protected] رشيد بيوض، رئيس مفوضية الامن بالعروي