سيارات مشبوهة لتهريب السلع والوقود تتسبب سنويا في حوادث سير مميتة بمناطق مختلفة من المدينة أعادت ملابسات حادثة سير مأساوية وقعت أول أمس الثلاثاء بمنطقة حاسي بركان التابعة لإقليمالناظور الحديث مجددا عن حوادث سير كثيرة تسببت فيها سيارات مشبوهة تجوب طرقات وشوارع مناطق مختلفة من الناظور، مخلفة عدد من القتلى والجرحى، نتيجة السرعة المفرطة وسلوكات المهربين المثيرة في قيادة مركباتهم، ما يترجم، بجلاء، لمستعملي الطرقات من عامة المواطنين، أن هذه الفئة لا تضبطها لا القوانين ولا الإجراءات الأمنية. وأوضح مصدر مطلع، أن الحادثة المذكورة التي أسفرت عن مصرع شخص وإصابة اثنان آخران بجروح متفاوتة الخطورة، تسببت فيها سيارة من نوع ميرسيدس 300 مخصصة لشحن الوقود المهرب من الجزائر اصطدمت في طريقها من الناظور باتجاه بلدة بني ادرار بسيارة أخرى في الاتجاه المعاكس، ما أدى إلى إصابة الأشخاص الثلاثة الذين كانوا على متنها، بينما لاذ الشخصان اللذان كان على متن السيارة المشبوهة بالفرار إلى وجهة مجهولة فور وقوع الحادثة. وأضاف المصدر ذاته، أن الاصطدام العنيف بين السيارتين يعود إلى السرعة الجنونية التي كانت تسير بها سيارة تهريب الوقود المتوجهة لشحن حمولة العبوات البلاستيكية من سعة 30 لترا التي كانت على متنها قبل عودتها إلى الناظور لتفريغها. وأوضحت مصادر "الصباح"، أن سيارات من أنواع مختلفة تسمى محليا ب"المقاتلات" وتحمل اغلبها صفائح مزورة، تتحرك عادة في الليل أو في الصباح الباكر على شكل مجموعات لنقل حمولتها من الوقود انطلاقا من نقط تخزين ببلدة بني ادرار الواقعة في الشمال الشرقي من مدينة وجدة، قبل عودتها لتوزيع الحمولة على عدد من نقط البيع المنتشرة بمناطق مختلفة من إقليمالناظور، ومدن أخرى مجاورة. وتشير المصادر نفسها، إلى ازدياد حوادث السير التي يتسبب فيها سائقو تلك السيارات على مدى السنوات الأخيرة، وهي حوادث مميتة ذهب ضحيتها عدد من المارة ومستعملي الطريق، كما أدت حوادث أخرى إلى إصابة عدد من رجال الجمارك أثناء أدائهم لمهامهم بعدد من الحواجز بإصابات خطيرة، وفي تلك الحالات غالبا ما يعمد هؤلاء المهربون إلى الفرار أو إضرام النيران في سياراتهم لإتلاف معالمها أو الحمولة التي تكون على متنها، بينما ذهب عدد آخر من السائقين المهربين ضحية انقلاب "مقاتلاتهم" بعد رفضهم للامتثال لأوامر رجال الدرك أو الجمارك بالوقوف عند الحواجز. وفي السياق نفسه، أشارت المصادر إلى قيام عدد من الشاحنات الكبيرة الحجم إلى جانب السيارات المعدة لتهريب الوقود بتزويد عدد من المدن المجاورة للناظور بمادة الوقود المهرب، ما أدى على مدى السنوات الأخيرة إلى انقراض عدد من محطات توزيع البنزين، بينما تعاني أخرى من منافسة شديدة للوقود الجزائري الذي يجري بيعه في السوق السوداء عبر شبكة موزعين منتشرين على طول الطرقات وفي مداخل المدن، حيث يعرضون مختلف أنواع الوقود في أوعية من سعة 5 ليترات و30 ليترا. ويرجع توسع نشاط شبكات تهريب الوقود الجزائري وتوزيعه بعدد من مدن المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية بحسب المصادر ذاتها إلى منتصف التسعينات، حيث صارت بلدة بني ادرار بسبب قربها من الحدود وتعدد المسالك المؤدية مركزا لتجارة الجملة في الوقود المهرب من الجزائر، إذ تأتيها الشاحنات المزودة بخزانات إضافية من مختلف مناطق المغرب لشحن الوقود الجزائري المهرب بأسعار منخفضة كثيرا عن الأسعار المعتمدة في محطات توزيع البنزين القانونية، بينما دعمت مافيا التهريب أسطولها بسيارات إضافية معدة خصيصا لشحن وتوزيع الوقود، مستفيدة في ذلك من الطلب الكبير عليه، وغض الطرف التي تقابل به تحركات تلك السيارات من قبل بعض رجال الأمن في عدد من المحاور الطرقية، سيما داخل المدار الحضري، والأمر نفسه ينطبق على عدد من سيارات تهريب السلع من مليلية باتجاه الناظور. عبد الحكيم اسباعي-جريدة الصباح