استأثرت الحملة الواسعة التي شنّتها وزارة الداخلية، ممثلة برجال السلطة، والتي تهدف إلى محاربة الأسواق العشوائية التي صارت "تحتلّ" فضاءات وأمكنة كثيرة في أحياء وشوارع وساحات بلإقليم منذ سنوات، باهتمام سكان الجماعات التي طالتها هذه الحملة. وعمدت وزارة الداخلية، فور بدء العمل بخطة الطوارئ الصحية قبل شهور، دون ضجيج على تطهير الناظور من هذه الأسواق وتنقية مجموعة من الأحياء والشّوارع من باعة الخضر والأسماك وغيرها ممن ظلوا منذ سنوات يستغلون الملك العمومي، كواحد من الإجراءات الأساسية في فترة الجائحة. وهكذا، قاد رجال السلطة التابعون للداخلية في جماعات الناظورحملاتهم غير المسبوقة للقضاء على هذه الفضاءات الفوضوية، بهدم مجموعة من "البراريك" والأسواق وحظر البيع والشّراء في أحياء والشوارع، مع العمل على توفير أماكن بديلة من خلال الأسواق النموذجية، بعضها جاهز والأخرى قيد البناء. وواكبت هذه العملية تحذيرات من ممثلي الوزارة المذكورة للمخالفين للتدابير الجديدة من رفض قرارات السلطة أو محاولة البحث عن شوارع وأحياء جديدة، مشددين على أن الجهات المختصة ستلجأ إلى مل التدابير الضّرورية في حقهم في حالة التمرّد على هذه القرارات، مقابل الحرص على تمكينهم من محلات مناسبة لمزاولة نشاطهم التجاري في أسواق نموذجية. وقد استحسن ساكنة الناظور، على غرار سكان كافة المدن المعنية بذات الحملات، هذه الخطوة، التي حرّرت ساحات المدينة وشوارعها من أنشطة حرمت السكان من العبور التجول فيها وحرية وأمان، بفعل الاكتظاظ والتحرشات والأصوات المزعجة للباعة الذين ينخرطون أحيانا في نقاشات بكلمات نابية، ما ينتهي في الغالب بشجارات و"معارك" طاحنة، مع ما يرافق ذلك من رمي الأزبال وما تخلفه من روائح كريهة في هذه الفضاءات التي صارت بفضل هذه الحملة متنفّسات للمواطنين. وأشاد الناظوريون بهذه الحملة التي خلصتهم من هذه الفوضى التي دامت سنوات، ظلّ خلالها هؤلاء الباعة يستغلون محيط مساكنهم وساحاتهم العامة في بيع خضرهم وفواكههم وأسماكهم، بل منهم من أقاموا فيها براريك عشوائية يستغلونها في البيع نهارا وفي تعاطي المخدّرات ومعاقرة الخمر وما يرافق ذلك من دعارة وتحرّش ليلا.