بادر عدد من الفاعلين الحقوقيين الإسبان إلى توقيع عريضة يطالبون فيها بإزالة تمثال للجنرال بريمو دي ريفيرا، الذي نُصب في منطقة "خريز"، نظرا إلى تاريخه الدموي. وجاءت مبادرة هؤلاء النشطاء في مجال حقوق الإنسان في سياق حملات مشابهة في كثير من البلدان لإزالة تماثيل الشخصيات المرتبطة بالتاريخ الاستعماري، في أعقاب مقتل جورج فلويد، الأمريكي ذي الأصول الإفريقية. وبرّر النشطاء الإسبان مطالباتهم بكون التاريخ العسكري والاستعماري للجنرال المذكور يتعارض مع قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في عصرنا الراهن. وكان تمثال لجنرال الإسباني دي ريفيرا قد نُصب في "خريز" منذ 1928، بعد أن قضى، مسنودا بفرنسا، على المقاومة الريفية، إثر إنزال الحسيمة (في 1925) إثر قصف لمنطقة الريف بالغازات السامة طوال سنوات. ووفق عريضة هؤلاء الحقوقيين فقد تم في عهد هذا الجنرال "الدكتاتوري" حظر مجموعة الحرّيات وتأسيس الحزب الوحيد، وإقامة علاقات مع الحكم الفاشي في إيطاليا، ناهيك عن الإعدامات وسط المعارضين وضطهاد المثقفين والطلبة والعمّال وغيرها من الممارسات الاستبدادية، موازاة مع ، تم شنّ حملة صليبية ضد "جمهورية الريف"، التي كان يرأسه الراحل عبد الكريم الخطابي، وكان الهدف من وراء ذلك إلحاق أراضي الرّيف بإسبانيا. وقد استخدم الجنرال الدموي في ذلك أسلحة كيميائية وتمّت إبادة جماعية في حق سكان المنطقة، من خلال استعمال "الديفوسجين" و"الفوسجين" و"الكلوروبيكرين" وكذا غاز الخردل في أسواق الرّيف وأنهاره، بدعم من الملكية الإسبانية في ذلك العهد.