صورة من الأرشيف توفيق بوعيشي/تمسمان بدأت عدوى الرعب من إشاعة السفاح الذي يقتل النساء بتمسمات تتأخذ أبعادا ومنزلقات خطيرة قد يصعب ضبطها والسيطرة عليها إن لم تتدخل السلطات الأمنية لطمأنة المواطنين نتيجة تغلغلها في نفوس السكان ووصولها الى جل الدواوير والبلدات المجاورة لتمسمان حتى أصبحت النساء يتخوفن من الخروج بعد المغرب والاباء ينتظرون ابناءهم عند ابواب المدارس خوفا من هجمات السفاح المجهول على فلذات أكبادهم . وقد بدت تمسمان بشيبها وشبابها يتحدثون عن قاتل متنكر في زي متسول أو امرأة متحجبة أو مشرد (أحمق)... يترصد النساء والأطفال... والكل يبحث عن السفاح في وجه كل غريب أو قريب منحرف أو منعزل، تلاميذ المؤسسات التعليمية بتمسمان يتحدثون بكل اقتناع وثقة، بأن السفاح مر من هنا، وعرج بالقرب من المرحاض داخل المدرسة وشباب المنطقة بلغهم أنه صلى صلاة الجمعة مع النساء بالمسجد الكبير بكرونة وآخرون بلغهم أن السفاح شخص تقي قرر محاربة العاهرات والمتبرجات بالمنطقة ، هذا بالاضافة الى مجموعة من الروايات التي تتقاذفها الألسن بالمنطقة والتي لا نتستطيع سردها نظرا لغرابة بعضها أحيانا ولاستحالة حصرها في أحيين كثيرة . وقد وجد مروجوا هذه الاشاعة تمسمان أرضا خصبة لغرس أشجار ها وسقيها بهذه الروايات الوهمية لتنضج بسرعة البرق وتمتد فروعها لقرى ودواوير تمسمان ككل ،حتى أصبح شباب المنطقة ممن صدقوها يشكلون لجان شعبية في كل البلدات و يستفسرون كل غريب دخل المنطقة وهذا ما حدث بالضبط ليلة البارحة حين ألقت إحدى هذه اللجان الشعبية ببلدة كرونة القبض على شخص مجهول" عابر سبيل" قاده حظه العاثر للبحث عن مبيت داخل أسوار احدى المؤسسات التعليمية قبل ان يداهمه مجموعة من شباب المنطقة معتقدين أنه السفاح قاتل النساء ويسلمه لرجال الدرك الذين قدموا من سرية الدرك الملكي ببودينار ليتاكدوا بعد التحري والتقصي أنه مجرد عابر سبيل كان يبحث عن مبيت ليس إلا ، واخرون تعقبوا سبيل منقبة بالهراوات والعصي معتقدين أنها السفاح قاتل النساء يتجول بالبلدة متنكرا في زي امرأة منقبة ( ناظورسيتي تتوفر على فيديو هذه الواقعة لكنها تتحفظ عن نشره لما قد يسبب ذلك من حرج لعائلة المرأة المنقبة)، هذه مجموعة من المنزلقات والمظاهر الخطيرة التي اصبحت تتخذها هذه الاشاعة بسبب عدم صدور بلاغ أو تكذيب من قبل السلطات الامنية بالمنطقة للرأي العام المحلي الذي سقط فريسة سهلة لهذه الاشاعة التي لم تستطع لا سلطة العقل ولا تكذيبات حكماء المنطقة كبحها وايقاف زحفها على ذوي الخيال الواسع والعقول الضعيفة. فمنذ أن بدأت أخبار هذا السفاح تكتسح الاذان وتتقاذفها الالسن أسقطت لحد الساعة ثلاث نساء بدواوير" أمزاورو" و"إجطي" وطفلان بدوار "لعري و "إبلوندين" فريسة لهذا الوحش القادم من المجهول ، لكنهم ضحايا دون أن يخلفوا جثثا أو عائلات تبكي فراقهم ، إنهم فقط ضحايا هذه الإشاعة التي تعششت في المخيال الشعبي بتمسمان وأبت الزوال بسرعة .