تحدى ملتحون بمدينة بني أنصار، نهاية الأسبوع الماضي، قرار الحكومة بفرض ارتداء الكمامات الصحية، فدعوا، في جولات بالمدينة، إلى التخلي عنها لأنها "حرام ولا علاقة لها بالإسلام"، حسب قولهم. وذكر شهود عيان ل"الصباح"، أن 4 ملتحين، بلباسهم الأفغاني كانوا يتجولون، الجمعة الماضي، في "سويقة" بني أنصار، ويرددون عبارة "الكمامات حرام"، داعين المتسوقين إلى تجنب ارتدائها، دون أن يتخلوا عن ترديد الآية الكريمة: "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا". وأثار تصرف الملتحين متتبعين، خاصة أن تصريحاتهم تحرض المواطنين على خرق التدابير الوقائية التي تقتضيها الظرفية الراهنة، داعين إلى ضرورة تدخل الجهات المعنية لوقف هذه الخروقات، موضحين أن غضب الملتحين انطلق بعد اصطدامهم ببائع متجول كان يبيع كمامات صنعت منزليا بثمن يصل إلى درهمين، إلا أن نهر الملتحين له دفعه إلى التواري عن الأنظار، دون أن تتوقف دعواتهم بتحريم ارتداء الكمامات. وأوضح المتحدثون أنفسهم أن بني أنصار تظهر فيها، بين الفينة والأخرى، بعض الخرجات الغريبة للملتحين، مشيرين إلى أن المدينة التي تجاور مليلية المحتلة، بها أربع جماعات إسلامية رئيسية، منها العدل والإحسان، وحركة التوحيد والإصلاح، وجماعة الدعوة والتبليغ، وجماعة التكفير والهجرة، التي تكفر كل التعاملات وتدعو إلى اعتزال المجتمع الجاهلي، عزلة مكانية وعزلة شعورية. واعتبر المتحدثون أنفسهم أن سلوك الملتحين ببني أنصار، انتهاك للقرار الحكومي بفرض ارتداء الكمامات على جميع المسموح لهم بالتنقل خارج مساكنهم خلال حالة الطوارئ الصحية المعلنة لمنع تفشي جائحة كورونا، وأيضا للدورية الصادرة عن النيابة العامة حول مخالفة "حمل الكمامات"، خلال فترة الحجر الصحي. ويذكر أن دورية النيابة العامة شددت على أن تحريض الغير على عدم وضع الكمامة الواقية يعتبر جنحة، سواء كان التحريض بواسطة الخطب أو الصياح أو التهديدات المفوه بها في الأماكن أو الاجتماعات العمومية، أو بواسطة المكتوبات أو المطبوعات أو الصور أو الأشرطة المبيعة أو الموزعة أو المعروضة للبيع أو المعروضة في الأماكن أو الاجتماعات العمومية، ويعاقب على هذه الأفعال بالحبس من شهر إلى 3 أشهر وغرامة تتراوح بين 300 درهم و1300 أو بإحدى هاتين العقوبتين.