إذن لنلاحظ أن على طول المقررات الدراسية والمناهج التعليمية المتبعة بالمغرب لا تمت ولو بإشارة واحدة لقضية الصحراء ونزاعها المفتعل من قبل جهات مغربية قحة ( للإشارة فإن جبهة البوليزاريو أسسها مصطفى الوالي وقد كان قيادي بارز في صفوف الإتحاد الوطني للقوات الشعبية كما بين ذلك المهدي بنونة في كتابه أبطال بلا مجد فشل ثورة وبذلك فالمسؤولية التاريخية لقضية الصحراء يتحملها حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية الحالي إلى جانب النظام القائم آنذاك ومسلسل الظفر بالسلطة ) ويكفي أننا نرى خريطة المغرب مجردة من صحراءه سوى الذي يعيش خارج المغرب أو في وسائل الإعلام الخارجية . بالمقابل فنفس الشيء ينطبق في الشمال وبالضبط بالريف فبعد ملحمة عالمية للمجاهد مولاي محند ووضعه أولى لبنات الدولة الديمقراطية في ذلك العهد ، ترام على الريف عدة جرثومات أهلكت الحياة بالريف وهذه المرة بدور منافس حزب الأتحاد الوطني للقوات الشعبية ، حزب الإستقلال الذي فعل بالريف مالم تفعله القنبلة الذرية بهيروشيما ، حيث بدأ الحزب في قتل حياة الريفيين تدريجيا وذلك تحت مظلة الخروج عن الطاعة والتمرد لكن بغطاء الصراع عن السلطة وسحق الشورى والإستقلال وحزب المغرب الحر مع التطفل الخفي لحزب الحركة الشعبية بقياديه الإتنين (الخطيب وأحرضان ) المبهمين . وهكذا غفلت حقائق وأسرار المنطقة من دواليب المقررات الدراسية ، وكل نقطة تاريخية تكتشف صدفة تأتي من الخارج . ويكفي أن مصطفى أعراب أعاد للريف وطنيته المفقودة إلى جانب باحثين وأساتذة ووسائل الإعلام الأجنبية . فعلى أي وطنية يتحدثون وعن أي دولة يدرسون تاريخها ، فبعد إنكشاف المكشوف وظهور الحقيقة التاريخية مازالت التربية الوطنية المزورة صامدة و لم تستسلم في ظل ثورة المعلومة والتكنولوجيا فتبا للتربية الوطنية . وللمتتبع يلاحظ كيف يحضر الطلبة في جل جامعات العالم بطبيعة الحال الغربية أبحاثهم بالأمازيغية بينما يتم حضرها بوطن أم اللغة ، وكيف فتحت جامعات عريقة بأوروبا تخصصات لدراسة الأمازيغية بينما تمنع في وطن أم اللغة . وكيف تدرس التربية الوطنية بالمدرسة المغربية بالريف أخلاق وسيرة المخزن بينما هذا الأخير كشر عن حقد وعقاب جماعي لمنطقة تعتبر إستراتيجية لأخذ المغرب لتنمية شاملة إذا أخذنا بعين الإعتبار أن منطقة الريف هي المنطقة الوحيدة القريبة لأوروبا المتحضرة بينما الآن منطقة الريف عاشت أكثر من نصف قرن إنحطاطا وتدهورا إنسانيا وتهجير قسري للإنسان عنوة في إتجاه ربوع أوروبا قابلها إستطان داخلي من قبل أفواج أسقطت على المنطقة ،كما تضمنت منطقة الريف أخيرا رطوشات الصباغة الملونة لجدران هشة تتمزق في ظل ذاكرة تاريخية ميتة ، وفي ظل ساحة هوياتية ممسوخة من فترة الإنتفاضة المجيدة إنتفاضة أهل الريف في وجه من وضعوا منهاج التربية الوطنية . فتبا مرة أخرى للتربية الوطنية ولواضيعها