تورط رجال أعمال أوربيون في عقد صفقات لاقتناء أجهزة تكنولوجية حديثة، وطائرات صغيرة مهمتها نقل المخدرات من شمال المغرب إلى أوربا. وكشفت بحث للشرطة الأوربية، أن منتجي المخدرات في المغرب يبتكرون طرقا ووسائل جديدة للسيطرة على السوق الأوربية، موضحة أن معظم كميات القنب الهندي بدول الاتحاد الأوربي، قادمة من المغرب، وأن اسبانيا تعتبر نقطة دخول رئيسية، قبل توزيعه في مختلف الدول. ولم تعد مافيا تهريب المخدرات تعتمد على الطرق التقليدية في إنتاج المخدرات أو تهريبها، إذ عقد رجال أعمال أوربيون صفقات مع مهربي القنب الهندي، سمحت بإدخال تقنيات وسائل جديدة، إضافة إلى ابتكار أساليب جديدة في زراعته، إذ لم يعد المنتجون يعتمدون على الطرق التقليدية، بل اعتمدوا أخرى عصرية، مثل نوعيات جديدة من البذور وطريقة السقي. وتمول مافيا أوربية صفقات اقتناء الأجهزة الحديثة، إذ تستعمل وسائل نقل مختلفة، فهناك عصابات مختصة في التهريب عن طريق الشاحنات، التي تعبر على متن عبارات وفي حاويات الشحن البحري، وأخرى في قوارب الاستجمام وقوارب الصيد. وأكبر المافيا تفضل استخدام القوارب السريعة، التي يمكنها نقل ثلاثة أطنان وتستعين بمحركات حديثة وتقنيات الإفلات من المراقبة عبر الأقمار الاصطناعية. وأثمرت صفقات رجال الأعمال عن اقتناء طائرات صغيرة لتهريب المخدرات من شمال المغرب إلى الجنوب الإسباني، وأحيانا إلى باقي دول الاتحاد الأوربي، إذ تطير الطائرات التي يتم استخدامها على علو منخفض لتجنب اكتشافها بواسطة الرادار التقليدي. وأدى تزايد الطلب على المخدرات بأوربا ببارونات المخدرات إلى "استثمار" أجزاء من عائداتها في اقتناء أو كراء طائرات لتهريب الحشيش، علما أن المغرب سبق له اقتناء رادارات من فرنسا، لتثبيتها في مجموعة من المناطق الشمالية، إضافة إلى رادارات الدرك الملكي والبحرية الملكية والقوات المساعدة مهمتها رصد طائرات نقل المخدرات نتيجة توفرها على قدرات تقنية هائلة في التقاط الطائرات التي تحلق على علو منخفض، والترصد الليلي لهذه الطائرات، إلا أن بعضها ينجح في الإفلات من المراقبة ويتغلب على التشويش على أجهزته. وبررت الشرطة الأوربية صرف مبالغ مالية في اقتناء التكنولوجيا الحديثة بالتنافس الشديد بين عدة عصابات للاستحواذ على السوق الأوربية، خاصة بين المغاربة والهولنديين والفتناميين، خاصة مع أن بعضها انتقل إلى تهريب الكوكايين نتيجة عائداته المالية الكبيرة. ويذكر أن تقريرا للاتحاد الأوربي صدر، خلال الأسابيع الماضية، أشار إلى أن سوق المخدرات في الاتحاد الأوربي تصل قيمته إلى 30 مليار أورو في 2017، بعدما كانت تصل إلى 24 مليار أورو في 2013. فيما بلغت قيمة الأموال التي تم إنفاقها من طرف الأوربيين على شراء القنب الهندي، ما لا يقل عن 11.7 مليار أورو في 2017، وهو المخدر الأكثر استهلاكا في 28 دولة أوربية.