تمكنت مصالح الحرس المدني بتنسيق مع الأجهزة الأمنية المغربية من تفكيك شبكة دولية تنشط بين المغرب وإسبانيا مختصة في التهريب الدولي للمخدرات باستخدام طائرات مروحية ودراجات مائية. وكشف مصدر مطلع أنه حجز خلال العملية الأمنية أربع طائرات صغيرة و23 مركبة دراجتين مائيتين و40 ألف أورو وسلا حين ناريين. ودلك في عمليات مختلفة بين طنجة وميناء مارينا سمير . واعتقل في إطار هذه العملية النوعين 16 متهما وحجز كمية 240 كيلوغرام من الحشيش. وأفاد مصدر مطلع أن الطائرات التي حجزت لها إمكانية التحليق على علو منخفض للإفلات من رادارات المراقبة وكذا تحديد أماكن وجود قوات الجيش ووحدات المراقبة الجوية. وأطلق على هذه العملية التي جرت بتنسيق مشترك بين الدرك الملكي المغربي والحرس المدني الإسباني عملية “اتريزا”. وقال مصدر مطلع أن انطلاق الأبحاث جاء بعد توصل المصالح الأمنية بمعلومات عن حادث يتعلق طائرة لتهريب الحشيش لتنطلق الأبحاث والتي مكنت من حجز كميات الحشيش من طرف الدرك المغربي في المحور بين طنجةوالعرائش. وحسب المصادر نفسها فإن الدرك الملكي بناء على معلومات توصل بها من الحرس المدني الإسباني نجح في بداية العملية في اعتقال إسبانيين في غابة بين العرائشوطنجة يوجد بها مهبط لطائرات التهريب، وبعد ذلك انتقل ضابط من الدرك الملكي ألى مقر إقامة أحد الإسبانيين بطنجة في عمارة بالقرب من فندق أطلس حيث عثر على كمية من الحشيش ثم إلى شقة أخرى بشارع باستور . ثم انتقل الدرك بعد دلك الى قاديس الاسبانية ونجح رفقة عناصر من الحرس المدني الاسباني بعد مداهمة 12 ورشا تابعا لمافيا التهريب في اعتقال 13 عنصرا اسبانيا من أفراد الشبكة حجز 4 طائرات تستخدم في التهريب وكان قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية لأصيلة،قد استمع يوم أول أمس (الاثنين)، في جلسة أولى، إلى الإسبانيين المتهمان (رافييل.س) و(موراليس.ت)، يشتبه تورطهما في عملية تهريب المخدرات على الصعيد الدولي بمساعدة مغاربة ورد اسم أحد أكبر المنعشين العقاريين ولوبيات الإنتخابات في طنجة ضمن لائحة المتورطين في الملف.
وقد التمس وكيل الملك لدى ابتدائية أصيلة، من قاضي التحقيق بنفس المحكمة، ذ.كمال الباكوري، أن يجري بحثا دقيقا للكشف عن ملابسات الأفعال المنسوبة إلى المشتبه بهما وكل الأشخاص المتورطين في عملية تهريب المخدرات على صعيد الدولي، وأن يتخذ أمرا بإيداعهما السجن المحلي بأصيلة، إذا ما اجتمعت لديه القرائن الكافية على أنهما ارتكبا جنحا داخل الدائرة القضائية لهذه المحكمة، وفي حالة انعدام الضمانات الكافية وللإشارة فقد ارتفعت في الآونة الأخيرة عمليات تهريب المخدرات من الأجواء المغربية نحو اسبانيا عبر طائرات صغيرة ومروحيات، إذ تتم العملية في دقائق معدودة. وتنزل هذه الطائرات التي يكون فيها ربان واحد في مناطق مختلفة من شمال المغرب خاصة منطقة القصر الصغير وحد الغربية والسطيحات ومنطقة واد لاو وسيدي قاسم القريب من منطقة أشقار وكدا منطقة مولاي بوسلهاموالعرائش وعادة ما تكون هده المحطات قريبة جدا من البحر، وفي ظرف أقل من دقيقتين، حيث تكون عصابات في الانتظار يتم تحميل الطائرة بالمخدرات التي لا تتعدى 300 كلغ وتعود الى الأجواء الإسبانية. وعندما تعود هذه الطائرات الصغيرة الى اسبانيا تنزل في نقط معينة ويتم تحميلها مباشرة في شاحنات كبرى لإخفاءها عن الحرس المدني. ولا تتعدى المسافة التي تقطعها هذه الطائرات 200 كلم ذهابا وإيابا.. والمثير أن الرادارات العسكرية المغربية والإسبانية ترصد هذه الطائرات لكنها تعجز عن إيقافها، فهي تدخل الأجواء المغربية لمدة لا تزيد عن عشرين دقيقة ذهابا وإيابا، حيث يصعب إرسال دوريات الدرك الملكي المغربي لرصدها في الأرض لضيق الوقت، كما لا يمكن ضربها بصواريخ لأن الصواريخ تساوي أكثر من المروحية وحملوتها من المخدرات. ويختار المهربون أماكن جبلية فيها منبسط للهبوط والإقلاع ويصعب على الدرك الوصول إليها إلا بصعوبة، وعادة ما تكون في أماكن بعيدة عن مراكز تواجد الدرك. وتضطر اسبانيا في بعض المناسبات الى استعمال المقاتلات الجوية المتطورة من نوع يويوفايتر لإجبار الطائرات المروحية والصغيرة على النزول في أماكن معينة، وسبق خلال السنة الماضية أن تم اللجوء الى الجيش لتعقب بعض الطائرات المحملة بالمخدرات. وصادرت اسبانيا السنة الماضية أكثر من عشر طائرات مروحية وصغيرة متخصصة في نقل المخدرات. وتراهن العصابات التي غالبا ما تستوطن بكل من طنجة وتطوان على الطائرات لتهريب المخدرات من شمال المغرب نحو جنوباسبانيا لعدد من الأسباب، ويتجلى السبب الأول في الحراسة المشددة في السواحل الإسبانية، إذ نشرت اسبانيا خلال السنوات الأخيرة برنامجا إلكترونيا لمكافحة الهجرة السرية يغطي مجموع السواحل البحرية ويرصد القوارب والزوارق النفاثة، وكانت العصابات بدورها تنقل المخدرات بحرا لكن الحراسة تمنعها الآن. والسبب الثاني هو الأسعار المنخفضة للطائرات الصغيرة والمروحية التي لا تتعدى مائة ألف يورو وارتفاع نوادي تدريب الطيران في اسبانيا. وأخيرا، الأزمة الاقتصادية التي دفعت عدد من الشباب الذي يتقن الطيران الى المغامرة بتهريب المخدرات.
ويسود الاعتقاد أن المغرب واسبانيا لا يعترضان سوى 2% من الطائرات الصغيرة والمروحيات لأن الأمر يتعلق بظاهرة جديدة لم يتم بعد إيجاد آليات مناسبة للحد منها. لكن الظاهرة تقلق من الناحية العسكرية كثيرا الرباط ومدريد وبدأت تجد اهتماما في الأجندة الأمنية والعسكرية للبلدين