قضت المحكمة الإدارية بأكادير، في ملف تلميذة متفوقة كانت قد تعرضت للإقصاء من امتحانات البكالوريا في موسم 2015/2014، بمنحها تعويضا ماديا تؤديه الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة في شخص مديريها، قدره 40 مليون سنتيم. الملف الذي ترافع عنه المحامي بهيئة الناظور، الأستاذ ابراهيم المحموحي، عرض فيه جملة من القرائن و البراهين التي تبرئ التلميذة "ب.ح"، بعدما جرى إقصاؤها من امتحانات البكالوريا بالثانوية التأهيلية أولوز بتارودانت، وحرمانها من اجتياز الدورة الاستدراكية، بتهمة الغش في مادة اللغة الانجليزية. وقدم دفاع المدعية، في مقاله لدى المحكمة، قرائن تثبت براءة المذكورة وشطط الاكاديمية الجهوية لجهة سوس ماسة درعة في استعمال السلطة، معتمدا في ذلك على مسارها الدراسي المتفوق منذ فترة الابتدائي إلى غاية اخر يوم لها في المستوى الثانوي التأهيلي، وكشف نقاطها الجيدة التي ظلت ثابتة طوال مشوارها التعليمي، فضلا عن شهادات هيئة التعليم التي تتلمذت على يدها. واعتبر الأستاذ المحموحي، قرار اقصاء المتضررة من امتحان البكالوريا و حرمانها من اجتياز الدورة الاستدراكية، مشوبا بعيب السبب المتمثل في عدم ثبوت وتحقق واقعة الغش التي نسبتها الأكاديمية للمدعية واحدى زميلاتها. وعزز الدفاع مقاله، بنسخ من حكمين صدرا عن المحكمة الإدارية بأكادير، واستئنافية مراكش في نفس القضية ورفضت الاكاديمية تنفيذهما، يقضيان بوقف تنفيذ قرار الإقصاء من البكالوريا، إلى غاية البت النهائي في القضية مع النفاذ المعجل، ونسخ من أحكام في قضية مشابهة أصدرتها المحكمتين الإداريتين بوجدة والرباط. وقد أخذت المحكمة، بدفوعات المدعية، لاسيما ما يثبت تميز هذه الاخيرة في مسارها الدراسي بمختلف مراحله في الابتدائي والاعدادي والثانوي، وانفرادها بتنويه جد ايجابي من أساتذتها، وقدرتها لولا لم يتم حرمانها من البكالوريا على ولوج أعتى المعاهد العليا، فقد كان على الإدارة وفقا للحكم القضائي تجنب الاكاديمية المذكورة كل هذه الويلات بامتثالها للمقرر القضائي المتمثل في سحب قرار الإقصاء من اجتياز الدورة الاستدراكية الذي امتنعت عن تنفيذه، وارتأت هيئة الحكم بذلك منح المتضررة تعويضا ماديا قدره أربعمائة ألف درهم. إلى ذلك، فقد كان لهذا الحكم القضائي، اثر ايجابي على نفسية المدعية واسرتها، لاسيما وأنها ظلت تعتبر نفسها ضحية قرار إداري جائر وجرة قلم طائشة أجهزت على كل الجهود التي بذلتها وتضحياتها الجسام لبناء مسار تعليمي كانت تنتظر تتويجه بولوج أحد المعاهد العليا.