أصبحت إجراءات منح تأشيرات الدخول إلى فرنسا أكثر تعقيدا بالنسبة للمغاربة، بالنسبة للحصول على المواعيد، سيتعين عليهم الانتظار حتى شهر فبراير 2020! هذا يعني أنه يجب على المغاربة المسافرين إلى فرنسا الانتظار حتى فبراير 2020 للحصول على الوثيقة الثمينة. منذ نهاية عام 2018، أصبح المواطنون المغاربة يعانون الأمرين، دون صدور أي رد فعل من طرف وزارة الخارجية المغربية. لا نعرف ما إذا كان ناصر بوريطة قد أثار هذا المشكل مع نظيره الفرنسي جون إيف لودريان خلال اللقاء الذي جمعهما يوم الخميس الماضي. بالنسبة للقنصليات الفرنسية، مسألة تحديد المواعيد التي تديرها شركة TLS Contact تصطدم بصعوبات تتعلق على وجه الخصوص بعدد الطلبات التي ارتفعت بنسبة 50 في المائة مقارنة بالسنوات السابقة ونقص الموظفين الذين يعتبرون "غير كافيين ليكونوا قادرين على معالجة طلبات التأشيرة في غضون فترة زمنية معقولة". في الآونة الأخيرة، اعترفت القنصل العام لفرنسا في الرباط، فلورنس كوس-تيسييه، بحجم المشكلة، مشيرة إلى أن "بعض الأطراف والوسطاء يستحوذون على جزء من المواعيد". مدير شركة TLS Contact المكلفة بتدبير المواعيد لدفع طلبات الحصول على التأشيرة يشاطر نفس رأي القنصل العام لفرنسا، داعيا المواطنين إلى تفادي المرور عبر الوسطاء. في مقابلة اعلامية، يعترف عامل في محل أنترنت أن "تسويق مواعيد التأشيرة يسير على ما يرام". وقال "إنها تجارة مزدهرة"، مضيفًا أن سعر الحصول على موعد قد يصل إلى 1000 درهم. أما ثمن ملء استمارة الطلب فيصل إلى 100 درهم. كيف يمكن محاربة هذا "الاتجار غير المشروع"؟ يمكن ذلك على وجه الخصوص من خلال مساهمة السلطات المغربية وزيادة عدد الموظفين في القنصليات الفرنسية. ووصف مجيد الكراب، ممثل الجالية الفرنسية المقيمة بالمغرب بالبرلمان الفرنسي، مؤخرا التوقف عن منح المواعيد إلى غاية فبراير 2020 بأنه "قاس وعبثي". وأكد قائلا: "هذا أمر غير طبيعي وغير مفهوم، خاصة وأن إجراءات منح التأشيرات قد تم تكليف شركات خاصة بتدبيرها". هذا النائب الفرنسي-المغربي يقترح بأن تأتي لجة من وزارة الخارجية الفرنسية للتحقيق في عين المكان. أما سفارة فرنسا فأكدت من جانبها بأنها لن تدخر أي جهد لتعود الأمور "إلى وضعها العادي" بخصوص الحصول على المواعيد دفع طلبات الحصول على التأشيرة. تجدر الإشارة أيضا إلى أن المصالح القنصلية الفرنسية تصدر 2000 تأشيرة في المغرب يوميا، مما يجعل المملكة واحدة من أهم الدول التي يتم تقديم التأشيرات الفرنسية إليها.