تتجه الحكومة إلى استيراد كمية كبيرة من القمح من الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد تسجيل محصول ضعيف لم يتجاوز خلال الموسم الفلاحي الحالي 52 مليون قنطار، وهوما يعادل 5.2 ملايين طن، بانخفاض بلغ 49 في المائة مقارنة مع الموسم السابق، جراء تأخر هطول الأمطار ما نجم عنه نقص مهم في التساقطات في جل المناطق الفلاحية بناقص 60 في المائة، مقارنة مع معدل سنة عادية. ولضمان عدم انقطاع الدقيق عن الأسواق، خاصة المدعم في البوادي، وضواحي المدن، لتلبية حاجيات المواطنين، ولتوفير كل أشكال الخبز الذي يباع في محلات تجارية كبرى وبالأحياء الشعبية والراقية والمخابز، أعلن المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني عن طلب عروض مفتوح سيتم فتح أظرفته في 5 شتنبر المقبل، لاستيراد قرابة مليون طن من القمح، وهو ما يعادل 10 ملايين قنطار في إطار الحصص التفضيلية لاتفاقية التبادل الحر المبرمة بين واشنطن والرباط. ويتضمن طلب العروض استيراد عشرة ملايين قنطار من القمح، بينها 567 ألف طن من القمح اللين، و345.455 طنا من القمح الصلب، على أن يتم إنجاز ذلك في غضون نهاية السنة الجارية. وأعلن المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، في أبريل الماضي، عن طلب عروض مفتوح لاستيراد 363.636 طنا من القمح اللين من الاتحاد الأوربي في إطار الاتفاقية المبرمة بين الطرفين. ولم يتمكن المغرب من تحقيق الاكتفاء الذاتي في القمح إلا في بعض السنوات التي تعرف محصولا غير مسبوق، فيما تمكن من تحقيق اكتفاء في إنتاج الخضر والفواكه، التي يصدرها إلى الخارج خاصة بدول الاتحاد الأوربي الذي تعرف بعض دوله خصاصا، جراء تراجع المساحة الزراعية، وتخلي أبناء المزارعين عن العمل في الفلاحة بصفة عامة، وعدم تقيد بعض الآباء بقوانين توزيع الإرث على أبنائهم، إذ يبيعون ممتلكاتهم، وينتقلون إلى العيش في مدن جنوب البحر الأبيض المتوسط، خاصة بشمال إفريقيا.