ما معْنى أن يُقْدِمَ بعضُ المسؤولين في مُدُنٍ مغربيَّةٍ على إرسالِ مجموعةٍ من المشردين والحمْقى إلى مدينة الناظور؟ وما معنى أن يسْكُتَ المسؤولون في الناظور عن هذه البعثات اللاإنسانية واللأخلاقية واللاوطنية أيضاً؟ هل يعني هذا أن مسؤولي المدن الأخرى أذكى من مسؤولي الناظور؟ هل يعني أن الناظور ليست مدينةً مغربيَّةً، وإنما هي مزبلةُ الوطنِ؟ هل يعني أن مدينةَ الناظور لا ترقى إلى مستوى المدن الأخرى، أو أنها مغضوبٌ عليها، وينبغي أن تُعاقبَ بحُثالة البشرِ؟ ما معنى هذه الظاهرة؟ ثم ما معنى سكوتِ رؤساء المجالس المنتخبة، ومكاتب المصالح، ومدراء الوكالات، وبخاصة وكالة مارتشيكا، عن هذه المسألة؟ أليست لهم غيرةٌ على المدينة؟.. أم أن لهم نصيباً معلوماً في هذه الفوضى؟ إنَّ كلَّ مدينةٍ أَوْلى بأبنائها، سواء كانوا عقلاء أو مجانين، فقراء أو أغنياء، عاملين أو عاطلين، ولا يجوزُ أن تحتفظ بالصالحين منهم، وتطرح غير الصالحين منهم في مدنٍ أخرى. والمُنْتَظرُ أن ترسل أبناءَها الصالحين والنافعين إلى مدن أخرى كي ينتفع بهم المواطنون، ويستفيدون منهم، ويفيدون هم أيْضاً. أمَّا أن تجمَعَ غير الصالحين وغير النافعين، وترسلهم أفواجاً إلى مدينة الناظور، فهذا يدلُّ على أن الناظور خارج الوطن، وأنه ينفع فقط لاحتواء الفوضى والفضلات، سواء كانت مادية أو بشريةً، وهذا لعمْري عدوانٌ وظلمٌ.