حاصرت القوات الأمنية للإحتلال الإسباني بمدينة سبتة ومليلية، نهاية الأسبوع الماضي، مساجد يؤمها مغاربة، حيث فرضت مراقبة أمنية شديدة، بعد تقارير أمنية تحدثت عن جهات تستغل الحادث الإرهابي ب"نيوزيلندا" من أجل الانتقام، خاصة وأن متطرفين مسيحيين متأثرين بأحزاب يمينية إسبانية يدعون إلى إغلاق المساجد غير الرسمية. ووفقا لما أفاد به مصدر محلي فإن، القرارات الأمنية الجديدة في المدينيتين المحتلتين شملت نشر عناصر أمنية في محيط المساجد، وأخرى بالزي المدني داخلها، إضافة إلى إعداد تقارير يومية عن أنشطة مشتبه في تشددهم، مضيفا أن الأمن الإسباني شرع في مراقبة تحركات إسبانيين متعاطفين مع الأحزاب اليمينية المتطرفة، خاصة أن حزب "فوكس"، اليميني المتطرف في إسبانيا، يواصل حملته بالدعوة إلى إغلاق جميع المساجد غير الرسمية، باعتبارها "عشوائية"، وفضاأت ل"تفريخ الفكر الديني المتطرف". وكشف المصدر عن أن سلطات الإحتلال الإسباني بادرت إلى فتح قنوات الاتصال مع أئمة مغاربة بالناظور وتطوان يحلون بالمدينتين المحتلين، كل جمعة، لإلقاء خطبة الجمعة، وذلك من أجل حث المصلين على نبذ الكراهية والتطرف، والإيمان بأسس العيش المشترك وقيم الديمقراطية والانفتاح. وأشار المصدر ذاته إلى أن المغرب وإسبانيا وقعا اتفاقية لتعزيز الخطاب الديني الإيجابي في المدينتين المحتلتين من أجل التعايش والاعتدال، ونصت على أن يكون الأئمة المغاربة الذين يتم اختيارهم يتقنون اللغة العربية الفصحى واللغة الأمازيغية والإسبانية، ولديهم ثقافة دينية واسعة في إطار الوسطية والاعتدال اللذين يميزان المذهب المالكي.