عاد الى الواجهة مؤخرا ما يصطلح عليه ب "صراع الهيمنة" على الحقل الديني في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية بين المغرب و اسبانيا، عبر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تدعم مجموعة من المساجد بالمدينة، والتي لا تريد التخلي عن التأثير في المجال الديني بالمدينة، نظرا إلى تصاعد المد المتطرف بمليلية من جهة، و جمعيات دينية تابعة للحكومتين المحليتين و احزاب اسبانية من جهة اخرى . ملف تدبير الحقل الديني أثار الجدل من جديد هنا بمليلية بالخصوص بعد سعي جهات عديدة للسيطرة على الحقل الديني، وفك الارتباط عن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالمغرب وبين المذهب المالكي المعتمد فيها، ما يزيد من المخاوف لسيطرة "الحركات المتشددة" و بعض الجهات الاجنبية- الجزائر – باكستان – و التي تترصد - لسيطرة - على زمام الأمور لا سيما في المساجد، والتي يبلغ عددها أزيد من 16 مسجدا رسميا معترفا به. تصريحات استقتها ناظور24 من داخل مليلية تدعوا فيه المغرب الى الوقوف بشكل جدي و عدم التخلي عن تدبيرها للحقل الديني بالمدينة و حماية الأمن الروحي لمسلمين بعد تنامي الفكر و الخطاب المتطرفين لدى البعض، و دعوا من جانب اخر الى تفعيل الاتفاقية المبرمة بين الجانب الاسباني و المغربي سابقا و التي تنص على تعزيز "الخطاب الديني الإيجابي من أجل التعايش الجيد والاعتدال اللذين يتميز بهما الإسلام ومليلية" و أن يكون الأئمة المغاربة الذي يتم اختيارهم يتقنون اللغة العربية الفصحى واللغة الأمازيغية والإسبانية، وأن تكون لديهم ثقافة دينية واسعة في إطار الوسطية والاعتدال اللذين يميزان المذهب المالكي المغربي،. يقول احد المستجوبين "مصلحة المليليين في بقاء ملف تدبير الشأن الديني في يد المغرب، مع ضرورة مراعاة الظروف الخاصة التي يعايشها المجتمع المليلي ، لا ارتباط مع المغرب سوى في الدين و صلة الرحم " انتهى تصريح المستجوب. و قد نوه سابقا الاستاذ ميمون بريسول رئيس المجلس العلمي بالناظور في كلمة له ، الجهود التي تبذلها اللجنة الاسلامية ولجن المساجد بالمدينة السليبة ليبقى الشأن الديني على حالته الطبيعية وفق المنهج الذي تسير عليه المملكة المغربية الشريفة بقيادة أمير المومنين جلالة الملك محمد السادس أعزه الله ، والذي تعد توجيهاته النيرة ، وإرشاداته السامية الاطار الصحيح الذي خلق من الدولة المغربية النموذج الصحيح في التدين ، وأشار السيد رئيس المجلس العلمي إلى الجهود المشكورة التي يبذلها كل القيمين الدينيين بمليلية ومنهم الخطباء والأئمة والمرشدون والمرشدات وتشبتهم بقيمهم وثوابت أمتهم ومقدساتها ، وهو ما يجعل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومعها المجلس العلمي الأعلى يتجاوبون معها بإيجابية كبيرة خاصة ما يتعلق بالتوجيه ووضع الخطوط العريضة للبرامج العلمية والثقافية والاجتماعية ، وما يتعلق بالشق المادي كذلك بالعناية بالمساجد والقيمين الدينيين .