كشف تقرير حقوقي، جانبا من المعاناة و الاستغلال الذي يتعرض له القاصرون المغاربة المتواجدين تحت الرعاية الاجتماعية بمدينة مليلية المحتلة، مؤكدا ان هذه الفئة غالبا ما تكون ضحية إهمال المراكز المشرفة على حمايتها و توظيفها من طرف المافيا في القيام بأعمال اجرامية. وحسب التقرير، فإن منظمة اليونسيف، كشفت خلال زيارتها لمراكز إيواء القاصرين بسبتة ومليلية، ومجموعة من المدن الاسبانية في مقاطعة الاندلس، أكدت أن هؤلاء الأطفال محرومون من أبسط حقوقهم كالدراسة والتعلم و القيام بأعمال تؤطرهم للمستقبل، مضيفة ''هذه الفئة تفقد أعز سنين حياتها بسبب الإهمال‘‘. ولاحظت اليونسيف، أن من بين هؤلاء الأطفال من يتخذون من الشارع مآوى لهم، ما يعرضهم لخطر الاستغلال الجنسي وغيره من الانتهاكات، زد على ذلك تعاطيهم لشتى أنواع المخدرات والإدمان وعادات أخرى تؤثر على صحتهم العقلية والبدنية. ووصل إلى التراب الاسباني حوالي 6063 طفلا غير مصحوب خلال 2018، أغلبهم إما عن طريق مدينتي مليلية وسبتة المحتلتين أو عبر البحر في الزوارق، لكنهم حسب منظمة اليونسيف لا يتمتعون بحقوقهم، إذ أن الفئة التي تستفيد من السكن في مراكز الرعاية الاجتماعية تعاني أيضا من نفس المشاكل بسبب الاكتظاظ و سوء المعاملة. وارتفعت نسبة هجرة الأطفال والقاصرين إلى التراب الاسباني خلال 2018 بنسبة 150 بالمائة عن السنتين الماضيتين، بحيث أن العدد الإجمالي خلال عام 2017 بلغ 2345 طفلا وفي 2016 لم يتجاوز عتبة ال 600، في حين أن 2018 كانت استثنائية بكل المقاييس بعد ارتفاع عددهم لأزيد من 6000. وأوصت منظمة اليونسيف، الحكومة الاسبانية بضرورة انتهاج مقاربة اجتماعية تراعي مصالح الأطفال وحقوقهم، وذلك عن طريق التنسيق مع المنظمات الحقوقية والمدنية، مؤكدة أن التركيز الرسمي لا ينبغي ان ينصب فقط على إعادة هؤلاء الأطفال إلى المغرب بعد بلوغهم سن الرشد القانونية، بل وجب اخذ وضعهم الاني بعين الاعتبار وتمتيعهم بحقوقهم الكونية.