حذرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف"، فرع إسبانيا، من "إلصاق صفة المجرمين بالأطفال المغاربة غير المصحوبين الذين يعيشون حالة من التشرد بأزقة وشوارع ثغري سبتة ومليلية، في انتظار فرصة للتسلل نحو الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط". وقالت المنظمة إن هؤلاء الأطفال يعانون من الوصم الاجتماعي، من خلال وسمهم بأوصاف سيئة تحرض على الرفض المجتمعي، وكشفت ضمن تقرير لها حمل عنوان "حقوق الأطفال المهاجرين غير المصحوبين في الحدود الجنوبية الإسبانية" عن معطيات "تعزز العنف والتمييز في حق هذه الشريحة". ووقف التقرير، الذي نشرته المنظمة الحقوقية على موقعها الإلكتروني الرسمي، على بعض الاختلالات الناجمة عن سوء تدبير ملف القاصرين المغاربة بالمدينتين السليبتين، مشيرا في الآن نفسه إلى ضعف خدمات الإيواء والاستقبال بمعظم المراكز الإيوائية المخصصة لتقديم الرعاية والدعم النفسي لهذه الفئة. وأوضحت "يونيسف" أن السلطات المعنية تحرم نزلاء المؤسسات الإيوائية المطالبين باللجوء من حقهم في التجول، إضافة إلى شن عمليات الترحيل التلقائي في حق العديد منهم دون تقديم الضمانات اللازمة، موردة أن "الحبس القسري يولد حالة من الترقب والانتظار في صفوف هؤلاء الأطفال مجهولي المصير". "في كل عام هناك عدد كبير من الأطفال الذين يموتون وهم يحاولون اجتياز الجدارين الأمنيين الشائكين المحيطين بثغري سبتة ومليلية"، يقول التنظيم الحقوقي الدولي، الذي أبرز أيضا أن السلطات الإسبانية ملزمة "بضمان الحماية الشاملة وحرية التنقل لهؤلاء القاصرين بجميع محافظات التراب الإسباني". وغطى التقرير النقاش الذي فتحته حكومتا سبتة ومليلية المحليتين فيما يتعلق بملف القاصرين، مرجعا غياب حماية الأطفال المهاجرين البالغ عددهم أزيد من 10 آلاف إلى "غياب إرادة حقيقة لدى الأطراف المعنية"، لا سيما في ظل وجود خلافات بين تنظيمات سياسية تعرقل تطبيق التزامات إسبانيا في هذا مجال.