يرزح المركز الاستشفائي "مصحة النهار العمومية" المختص في تشخيص "الأمراض الصدرية ومحاربة داء السل"، المتواجد بالحي الإداري وسط مدينة الناظور، تحت وطأة حالة مزرية ووضعية كارثية بكل المقاييس، رغم اعتباره أقدم منشأة صحية بالمنطقة تنفرد بتغطية إقليمين إثنيْن هما الناظور والدريوش. وأولى المشاكل التي يعاني منها هذا المركز، توافد عشرات المتشردين على محيطه واتخاذه مأوًى للجوء إليه ليلاً، ومرتعاً لإِتيان كل أشكال الممارسات الانحرافية والسلوكات الإجرامية، من تعاطٍ للمخدرات بمختلف صنوفها، وممارسة الجنس والرذيلة بين جنبات أسوار بنايته وفوق أسطحه. وأصبح مركز "مصحة النهار" التابعة لمصالح وزارة الصحة، بمثابة ملجإٍ لنسبة كبيرة من المتشردين خلال الفترات الليلية كما فترات النهار، الأمر الذي يتسبّب في نفور عدد من المرضى نهاراً وتفضيلهم التوّجه نحو مراكز أخرى خارج الإقليم طلباً للتداوي والعلاج، نتيجة الاعتداءات المتكررة التي يتعرضون لها على يد هؤلاء المنحرفين. كما ليس آخر هذه المشاكل التي يتخبط فيها المرفق الصحي المعلوم، انتشار الأزبال المتراكمة على مستواه وغرقه في أكوامها، بعدما جرى اتخاذه مرحاضاً من قبل المتسكعين والمنحرفين، يلجئون إلى جواره لقضاء حاجاتهم البيولوجية بين جنبات مبناه، مما تتفشى الروائح العَفِنة المزكمة للأنوف عبر نوافذ المركز إلى حدٍّ أضحى يتعذر معه فتحها قصد استنشاق الهواء والتنعُّم ببرودة نسماته العليلة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، مما يزيد من معاناة الممرضين والأطباء وكل المشتغلين بالمرفق. وحسب تصريح سابق لموظفين بمصلحة المركز، فإنّ أكبر المشاكل التي يعاني منها هذا المرفق الاستشفائي هو وجود عدد كبير من المتشردين قاموا باتخاذ مقره ملاذا يلجؤون إليه ليل نهار، مما دعوا المصالح المسؤولة إلى حماية هذه المنشأة الصحية قبل تحويلها إلى خربة على أيدي هؤلاء.