تصوير: إلياس حجلة. إستنفرت أجهزة أمنية مختلفة ومصالح الإدارة الترابية عناصرها، لتتبع وتطويق وقفة فروع المعطلين للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب(تنسيقية إقليمالحسيمة/تنسيقية إقليم الدريوش/فرع الناظور الكبير) ورصد تحركاتهم، والتي شهدت حضورا غير مسبوق أعتبر تاريخيا لتخليد الذكرى 27 لانتفاضة 1984. وردد المعطلون الذين إحتشدوا أمام مقر الاتحاد المغربي للشغل بالناظور، شعارات حماسية أعربوا من خلالها عن إستمرار نضالهم المشروع والعادل لتحصيل حقهم في الشغل القار والعيش الكريم مثيرين إنتباه المسؤولين إلى استمرار الشروط الاقتصادية والاجتماعية التي أفرزت الأحداث الدامية التي عرفتها عدة مناطق بالريف منتصف الثمانينات. وذكرت الكلمات التي تمت إلقاؤها بالمناسبة بالسياق العام لانتفاضة 1984 حيث خرج تلاميذ وطلبة للاحتجاج بالشارع العام ضد الارتفاع الصاروخي الذي عرفته المواد الغذائية الأساسية، وانحصار قنوات حرية التعبير والرأي إبان تلك المرحلة التي لجأت خلالها الدولة المغربية إلى تبني سياسات إجتماعية وإقتصادية كان من نتائجها الأولى ارتفاع الفقر وازدياد معدلات البطالة وتراجع شديد في القدرة الشرائية في أوساط من فئات المجتمع المغربي. كما تتزامن هذه الوقفة مع دينامية قوية تعرفها فروع جمعية المعطلين بالريف وخصوصا فرع الناظور الكبير، وهو ما يُعد رسالة قوية للمسؤولين على الصعيد المحلي للتعجيل بإيجاد حلول عاجلة لمطالب المعطلين بالإقليم سيما في ظل توجه فرع الناظور نحو تصعيد أشكاله الإحتجاجية ما قد يحمل في القريب من الأيام مفاجآت غير محسوبة ستطبع المشهد الاحتجاجي بالناظور. تجدر الإشارة أنه حدث هذا في يوم الخميس الأسود 19 يناير 1984 حينما إنتفض سكان الريف ضد التهميش وسياسة الإقصاء الاجتماعي الممنهج ضد المنطقة عموما، لكن قوات الأمن كان لها رأي آخر في ذلك اليوم البعيد القريب حيث جابهت التحرك الشعبي بالقمع الشديد وبالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع مما أدى إلى وقوع ضحايا في أرواح المدنيين العزل والذي ما زال أثرها ساريا إلى اليوم رغم محاولات الإنصاف والمصالحة. وكما وقعت إنتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وتعذيب المواطنين الأبرياء في أقبيات السجون والحكم عليهم بأحكام قياسية ذهبت بربيع شبابهم، لا يمكن أن ننسى هنا مجموعة من الحقائق التاريخية المزرية التي كانت تعيشها الطبقة الشعبية بالمغرب عامة وبالناظور خاصة والتي أدت إلى إندلاع إنتفاضة 1984 ، و أن هذه الظروف المزرية لازالت قائمة إلى حد الآن حيث تنتشر البطالة بشكل مهول بين فئات الشباب و بخاصة حاملي الشهادات والارتفاع الصاروخي لأسعار المواد الأساسية و التضييق المستمر على الحريات الفردية والجماعية.