أقدم أحد المقاولين المغاربة بمدينة مليلية المحتلة على وضع حدّ لحياته شنقا بواسطة حبل، صباح يوم الخميس 13 يناير الجاري، بعد أن ترك وراءه رسالة توضح دوافع عملية الانتحار، التي تمّ الكشف عن فحواها للرأي العام المليلي مساء نفس اليوم. وتم نقل جثة الهالك، التي عثر عليها بمنزله إلى مستودع الأموات «بوريتيما» بالمدينة المحتلة حيث خضعت لعملية تشريح بهدف تحديد أسباب الوفاة، التي أكدت عملية الانتحار. وتمت مراسيم الدفن عصر نفس اليوم في موكب جنائزي مهيب. وجاء في رسالة المقاول الهالك المسمى ميمون علال، والبالغ من العمر حوالي 50 سنة، والتي قرأ مضمونها الطبيب مصطفى أبرشان، رئيس الائتلاف من أجل مليلية، وسط حضور أعضاء الحكومة المحلية لمدينة مليلية السليبة، أن السبب الرئيسي لإقدام الهالك على الانتحار هو قرار خوان خوسي إمبرودا، رئيس الحكومة المحلية، على سحب جميع الأشغال والصفقات التي كانت منوطة بهذا المقاول، الذي استجاب لدعوة المنشقين عن الحزب الشعبي للالتحاق به، محمّلا إياه مسؤولية ما حصل. ونتيجة ذلك، استبعدت أوساط مقربة من إمبرودا، رئيس الحكومة المحلية لمليلية المحتلة، أن يترأس هذا الأخير لائحة الحزب الشعبي للانتخابات المقبلة خلال شهر ماي 2011، وهو ما اعتبره بعض المهتمين بالشأن المحلي للمدينة السليبة أن عملية انتحار المقاول وتحميله المسؤولية هي بمثابة عملية انتحار سياسي وانتخابي لرئيس الحكومة. وتجدر الإشارة إلى أن الحزب الشعبي اليميني المتطرف بمدينة مليلية المحتلة عرف تصدعا كبيرا نتيجة السياسة الفاشلة، التي ينهجها رئيس الحكومة المحلية المتطرف خوان خوسي إمبرودا، المنتمي لنفس الحزب، نتج عنه انسحاب العديد من أعضائه وانخراطهم في «الائتلاف الشعبي»، وهو الحزب السياسي الجديد المنشق عن الحزب الشعبي، والذي قرر خوض الانتخابات البلدية لشهر ماي 2011، مع احتمال قوي أن يترأس لائحته بمليلية المحتلة أول رئيس لبلدية مليلية السليبة باسم الحزب الشعبي اخناسيو فيلاسكيس ريفيرا، الذي يتوفر على حظوظ قوية للفوز برئاسة الحكومة المحلية لمليلية المحتلة.