ينتمي سمك " الميرفا" باللغة الإسبانية " MELVA لعائلة " التون " وهو من الأسماك المهاجرة التي تعبر المحيط الأطلسي نحو البحر الأبيض المتوسط في هذه الفترة من السنة، ويتغذى على الأنشوبة، كما يعتبر مصدر غذاء للأسماك الكبيرة ك"التون، كلاب البحر، سمك أبوسيف، بالإضافة إلى كونه كذلك مصدر غذاء مهم لساكنة المناطق المتوسطية. وينتظر الصيادون بالحسيمة وصول سمك "الميرفا"، لاستغلاله في البيع والغذاء، في عادة توارثوها منذ عقود مضت، حيث يكثر في عرض سواحل الحسيمة لغاية أواسط دجنبر المقبل، ويتميز في هذه الفترة من السنة بوفرته، فيشكل إلى جانب أنواع أخرى من الأسماك المهاجرة موردا أساسيا لمراكب صيد الأسماك السطحية، التي تقطع الأميال البحرية في طلبه خلال الليل، طمعا في الحصول على كميات مهمة منه، لإنعاش آمال البحارة، وإنهاء أزمتهم المادية، بسبب الكميات الوفيرة التي تصطادها هذه المراكب، علاوة على الرواج التجاري والاقتصادي الذي يحدثه داخل الميناء، والدينامية التي تصاحب تفريغ هذا المنتوج وشحنه باتجاه الأسواق ومعامل التصبير، وتخلق هذه العمليات العديد من فرص الشغل داخل ميناء الحسيمة الذي عانى وعلى طول شهور مضت من ركود مزمن، كاد أن يتسبب في كوارث اجتماعية للبحارة لولا تدخل الدولة في أكثر من مناسبة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ومع بداية ظهور ووفرة سمك " الميرفا " بسواحل المنطقة، والكميات الوفيرة التي تصطاد منه والتي تفرغ بميناء الحسيمة، ليتم شحنها وتصديرها باتجاه معامل التصبير المتواجدة بمدن أخرى كتطوان، ومكناس، والقنيطرة،... حيث تنتفع من هذا المنتوج الذي يساهم في تنميتها محليا من حيث توفير العديد من فرص الشغل، نجد أن مدينة الحسيمة تفتقر لأي وحدة إنتاجية لمعالجة وتصبير هذا النوع من السمك، الأمر الذي بات يشكل قلقا للمسؤولين ويقودهم للتفكير الجدي في خلق بعض المعامل بالمنطقة لمعالجة هذا النوع من السمك، بمنطقة الأنشطة الصناعية بآيت قمرة، وحتى تساهم بدورها بالتخفيف من شبح البطالة المتفشية في صفوف النساء بإقليم الحسيمة بشكل عام اللواتي يتطلبهن مثل هذا النوع من النشاط. وعرف ميناء الحسيمة لحدود يوم 10 أكتوبر من سنة 2018، تفريغ ما قدره 164 طنا من سمك "الميرفا"، بغلاف مالي قدره 981450 ألف درهم، وسجلت مراكب صيد الأسماك السطحية، عائدات مهمة خلال عمليات الصيد هذه تراوحت بين 30 ألف درهم وما فوق للمركب الواحد، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على المداخيل المادية للبحارة الذين أنهكتهم الأزمة خلال الشهور الماضية، بفعل قلة المنتوج السمكي، وهجوم الدلفين الأسود على شباك مراكب صيد الأسماك السطحية، التي كان قد أعلن معظمها الهجرة باتجاه مواني مغربية أطلسية أخرى. ويوجه سمك "الميرفا" معظمه نحو التصدير باتجاه مدن مغربية بالشمال أو بالداخل، تتوفر على وحدات لتصبير ومعالجة هذا النوع من السمك الذي عادة ما يتم تصديره نحو أسواق الاتحاد الأوربي بأثمنة عالية، كما أن شرائح هذا النوع من السمك عادة ما تصل أثناء معالجتها لأثمنة تتراوح بين 7 دراهم و 15 درهما للعلبة الواحدة، وتجدها معروضة في كل الأسواق المغربية الممتازة كما بدكاكين التجار الصغار وبأسواق الاتحاد الأوربي، دون أن تستفيد مدينة الحسيمة باعتبارها مصدرة لهذا النوع من السمك من أية وحدة لمعالجته، للمساهمة في التخفيف من البطالة المتفشية بالإقليم.