مثلت الظروف الاجتماعية والاقتصادية المزرية التي يمر منها العديد من الشباب المغاربة، محور مسرحية "أفِينْيَانْ"، للمخرج ياسين بوقراب، وتأليف أنس أزيزا وتشخيص رجاء بنديسور، وإلهام بوطازومت، إلى جانب الشخصية الرئيسية أنس ازيزا، الذي اعتبر أن الإقبال على مشاهدة المسرحية دليل على الإصرار على ممارسة ثقافة الحياة، وتسجيع المواهب الصاعدة . وتتناول المسرحية المنظمة من قبل جمعية يوبا للإبداع المسرحي والثقافي، وبتعاون مع فرقة أمزيان للمسرح ، وبتنسيق مع محترف بابيلون للمسرح بالرباط ، التي شهدت احداثها قاعة العروض بالمركب الثقافي بالناظور، أمس الثلاثاء 14 غشت، قصة شاب عاطل عن العمل، حياته تدور بين الأكل والنوم، يعيش بفضل أمه التي تستيقظ باكرا للذهاب للعمل من أجل توفير حاجيات إبنها العاطل . وتشخص المسرحية شخصية أفنيان، الذي إنتقل من واقعه الضيق الى عالم الاوهام، الذي وصفه "بالسوق"، رفقة فنانتين برقصاتهم التي تحمل الكثير من الاثارة ، وفي كل لحظة يلتمسهما حوله لعلها تكون الاولى فتاة أحلامه والثانية هي مصيره، ليعيش الحاضر فقط ، ويتحدث عن الماضي ويجهل المستقبل، إلى أن يجد أحلامه ضاعت وإرتطمت بجدار صخري ، ولم يعد قادرا عن مواجهة الحياة، وفشل في صنع ذاته، وخسارة حبيبته. ليبقى أمله الوحيد هو ركوب قوارب الموت،والعبور الى الضفة الاخرى، راجيا ال من المسامحة من أمه التي ضحت بحياتها من أجله. وعرفت المسرجية حضور حفيظ بدري، مندوب وزارة الثقافة بإقبم الناظور، وكذا الممثل والمخرج المسرحي سعيد المرسي، بالإظافة الى الفنانة سميرة المصلوحي، وعدة وجوه أخرى، فيما سجل المخرج ياسين بوقراب بكثير من الحصرة، في تصريح "لناظور سيتي"، غياب المهتمين بالشأن الفني، والمسرحي بالخصوص . وقدم العرض على مدى أكثر من ساعة، في لغة مسرحية غير تقليدية، امتجزت بالبساطة ولغة الشارع ،والكوميديا والتراجيديا. وتصنف المسرحية في خانة المسرح العبثي الذي ظهر في خمسينيات القرن الماضي، كفن يعكس صورة المجتمع . يشار إلى أن العرض الذي قدم "بالريفية" تضمن حواره بعض المفردات بالدارجة المغربية ،التي لمس بها الفنان أنس أزيزا مشاعر الحاضرين .