أضحى الصمت المدقع والرهيب لسليمان حوليش، رئيس جماعة الناظور، و العضو في مجلس النواب عن الدائرة المحلية، إزاء إقدام عمالة الإقليم على إعدام المساحة الخضراء في شارع 3 مارس لبناء محطة لسيارات الأجرة الكبيرة، يفسر بردود متباينة من لدن عشرات النشطاء في المنطقة، معتبرين أن الموقف الذي أظهره المسؤول الجماعي السالف ذكره قبل عام من الانتخابات التشريعية، والدعوة التي وجهها للساكنة من أجل الاعتناء بالغطاء النباتي سرعان ما اندثر بمجرد حصوله على مقعد في الغرفة التشريعية الاولى. وأعاد نشطاء رافضون لقرار عمالة الناظور المتمثل في تحويل جزء من المساحة الخضراء في شارع 3 مارس إلى محطة إسمنتية لسيارات الأجرة، (أعادوا) نشر تصريح بالصوت والصورة كان قد أدلى به رئيس المجلس الجماعي ل "ناظورسيتي" على هامش حملة شارك فيها شخصيا لغرس أشجار ونباتات على مستوى نفس المنطقة الخضراء التي جرى اعدامها، و اعتبر معلقون في هذا الصدد ان ما قاله سليمان حوليش مناقض تماماً لموقفه الحالي بالرغم من أنه يملك سلطة التدخل لوقف أشغال البناء انطلاقا من مجموع الصلاحيات التي يمنحها له القانون لحماية تصميم التهيئة المصادق عليه. وأعرب مطالبون بخروج "سليمان حوليش" عن صمته، عن استغرابهم لبقاء هذا الأخير بعيداً خارج سرب المثيرين لموضوع إعدام المنطقة الخضراء السالف ذكرها، لاسيما وأن المسؤول نفسه كان قبل 3 سنوات ساهم في غرس عشرات الشجيرات ودعا سكان مدينة الناظور إلى حمايتها، واليوم هو ومجموعة من أعضائه في مجلس الجماعة اختاروا الصمت متجاهلين دعواتهم للاعتناء بالبيئة. ونشر حكيم شملال، منسق حركة متطوعون من أجل الناظور، تصريح "سليمان حوليش"، على صفحته الشخصية في موقع فايسبوك، قائلا ''إن رئيس المجلس الجماعي وجه رسالة لساكنة الناظور من أجل الحفاظ على المساحات الخضراء، وسبق له وأكد أن هذه المسؤولية لا تقتصر على المجلس الجماعي فقط بل تعني كل القاطنين‘‘، مضيفا ''هذه حملة تشجير شارك فيها رئيس المجلس في نفس المكان الذي سيتحول إلى محطة للطاكسيات الكبيرة‘‘. وفي السياق نفسه، أعلنت حركة متطوعون من أجل الناظور الكبير، عن الخروج اليوم السبت في شكل احتجاجي رمزي لغرس ما تبقى من حديقة 3 مارس بالورود كرسالة للسلطات المحلية والمنتخبة، وذكر نداء عممته الحركة ''سنعلن عن موقفنا كساكنة، باننا سائرون في بناء مدينتنا بأيدينا ونجعلها مدينة خضراء‘‘. وكانت الجمعية المغربية لحقوق الانسان، راسلت عامل الإقليم ورئيس بلدية الناظور، وأخبرتهما بأن مشروع محطة الطاكسيات يتم إنجازه على الساحة العمومية PI12 حسب تصميم تهيئة مدينة الناظور المصادق عليه، وهي القطعة الارضية المتواجد فوقها منطقة خضراء قائمة منذ تدشين مشروع الخط السككي والنفق الأرضي، ما اعتبرته مخالفة صريحة للقانون واعتداء على حق الساكنة في الساحات العمومية والمساحات الخضراء. جدير بالذكر، ان مشروع تشييد محطة لسيارات الأجرة على مستوى شارع 3 مارس بالناظور، ستستغرق مدة إنجازه 6 أشهر، وتم رصد حوالي 330 مليون سنتيم لعملية الانجاز التي ستتكلف بها شركة العمران.