لأحداث مدينة العيون و مخيم الاحتجاج الذي نصب على مشارفها،ما قبلها و ما بعدها.لهذه الأحداث مخيم ضم ما يزيد عن العشرة الآلاف مواطن،ما نزلوا من المزن كالمطر،بل رحلوا راكبين ناقلات أو راجلين مشيا على الأقدام،على مرأى و مسمع من كل أجهزة التخابر الوطنية،أعين الدولة التي لا تنام،و الذين قالوا لنا،بعد أن سقط الشهداء من الفريقين،و جرح من جرح من الفريقين،أن الدولة كانت على علم بمخططات الأعداء،بزعزعة أمن البلاد و العباد.فلماذا لم تتدخل الدولة،لتمنع قيام المخيم من أساسه أولا، و تفكيكه حين كانوا عشر خيام،و تفكيكه حين أصبحوا عشرين خيمة و تفكيكه مرة ثالثة حين أصبحوا خمسين خيمة...طرح السؤال من طرف نائبة برلمانية صحراوية مغربية وحدوية عائدة من بؤر الانفصال حيث كانت في مواقع قيادية،طرح السؤال من امرأة تختزل في جسدها و تاريخها كل القضية،و طرح السؤال من ذات المرأة في مؤسسة تشريعية..........و ما أجابوها،لذا لا ننتظر بدورنا جوابا على ذات السؤال.كان سؤالها أيضا عن لجنة الحوار،و عن محاورة السلطة لأشخاص أضحوا بين ليلة و نهار ذووا سوابق و مجرمين و مطلوبين بهذه الأوصاف للعدالة.....و أيضا لم يجيبوها....و لن يجيبوننا. لأحداث العيون ما هو خلال هذه الأحداث،شريط مصور للتدخل من أجل تفكيك المخيم،و تركيز على مناوشات الشباب المعتصم هناك ضد رجال القوة العمومية،من جيش و درك و وقاية مدنية،صورة بدون صوت،الصوت يأتي من تصريح نفس المرأة التي تختزل كل القضية،حين صرحت بطبعا الأمن متورط، لقد كان يحمي مواطنين يحملون سيوفا وسكاكين ويخربون أملاك الصحراويين دون أن يحرك ساكنا، كما رأى إحراق مواطنين سيارات لصحراويين، سمع مواطنين يقولون هبطوا يا صحراوة (أي اخرجوا من بيوتكم يا سكان الصحراء)، هؤلاء رفعوا شعار ;الصحراء مغربية . لقد تجنبت مدينة العيون مذبحة حقيقية، لو أن الشباب الصحراوي خرج تلك اللحظة كنا عشنا مذبحة. ومع ذلك في الأيام الأولى التي تلت أحداث العيون، شملت الاعتقالات التي شنها الأمن الصحراويين فقط، هي كجمولة بن عبي العائدة من جحيم تندوف،البرلمانية و العضو في الكوركاس،و الوحدوية أساسا فهل كانت تكذب؟ في روايتنا الرسمية،كانت قوات الأمن بدون سلاح،لماذا؟ يصرحون بها بافتخار كمن يقدم شهادة حسن سلوك و حسن سيرة،و نحن نعرف أن يد قوات قمعنا أسرع للزناد من المصافحة،فهل تحولت الصحراء لمنطقة معزولة السلاح بقرار أممي؟ لا بأس إن كان الأمر كذلك فقط أخبرونا......حتى نستعد للرحيل. لأحداث العيون ما بعدها،ما سمي بتحامل وسائل الإعلام الاسباني بجميع تلاوينه ضد مصالح المملكة المغربية،شخصيا ،و لاقتناعي أن اسبانيا بلد ديمقراطي،لست مقتنعا بأن كل الإعلام في هذا البلد متحامل فقط لأننا لم نستطع إقناع منبر واحد ،مكتوب أو مرئي،بتبني جنوننا،لربما أن الأرجح،أن هذا الإعلام قد يختلف في التحليل و في اتخاذ الموقف،لكنه يتحد في جدية الخبر،و الخبر في جزء منه ما جاء على لسان البرلمانية كجمولة بنت عبي.هي ذات البرلمانية التي صرحت بخصوص منع الإعلام الاسباني من التواجد بمناطق الأحداث أعتبره خطأ فادح، فهذا المنع سيخلق عداوة نحن في غنى عنها، يجب أن نعرف أن اللغة الإسبانية هي لغة أساسية عند الصحراويين. كان على الدولة أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار وأن تسمح للصحافيين المهنيين الذين لم يرتكبوا أخطاء مهنية بالانتقال إلى العيون لأحداث العيون ما بعدها،توثر و حقد بين أبناء الصحراء،وحدويون و مطالبين بالانفصال،مغاربة الشمال الذين إستهوتهم الكثبان و أبناء الصحراء الأصليين،مواطنين و قوات عمومية،مغرب رسمي و آخر شعبي فوق هذه الرقعة من البلاد.....هي أشياء لا تعالج بالبلاغات و الندوات الصحفية و كثير من التجييش و الادعاءات......هي مسائل تشرك فيها طاقات البلد و ديمقراطية البلد و عدالة البلد و حب البلد. المقال مستوحى من حوار للسيدة كجمولة بنت عبي في موقع ايلاف