تُقاسم الجريدة الالكترونية "ناظورسيتي"، زُوّارها ومُتصفحيها الكرام، مُؤَلفاً حديثاً موسومٍ بعنوان "تاريخ المغاربة في هولندا - حضورٌ وذاكرة"، أصدره الدكتور الباحث عبد اللطيف معروفي المكلف بمهمة ب"مجلس الجالية المغربية بالخارج"، بحيث سيتِّم نشره عبر أجزاء وحلقات، بغية التعرف على أهم وأبرز المحطات التي تطبع تاريخ مغاربة هولندا عبر أجيالها المتعاقبة. يعود تاريخ الوجود المغربي في هولندا إلى بداية القرن السابع عشر، لكن مع بداية هجرة اليد العاملة في منتصف الستينات سيعرف هذا الوجود تحولا عدديا ونوعيا كبيرا، وانطلاقا من النصف الثاني من سنوات الستينات، تسارعت وتيرة هجرة المغاربة إلى هولندا مع توقيع الدولتين لاتفاق ثنائي خاص بالعمالة الأجنبية في 14 ماي 1969، غير أن الجزء الأكبر من الهجرة المغربية تم خارج القنوات الرسمية للتوظيف. ففي سنة 1965 منحت أزيد من 75 في المائة من رخص العمل والإقامة الجديدة المخصصة للمغاربة لمهاجرين انتقلوا تلقائيا من الى هولندا من فرنسا وبلجيكا وألمانيا، وفي عام 1967،سجلت الإحصائيات 13 في المائة فقط من المغاربة المقيمين بهولندا الذين هاجروا عبر التوظيف الرسمي، بينما هاجر 43 في المائة عن طريق العلاقات الأسرية والمعارف، و24 في المائة عبر التوظيف المباشر لدى الشركات. وينحدر العمال المغاربة الأوائل في هولندا من منطقتي الريف وسوس اللتين تعتبران مصدرا تقليديا للهجرة نحو الخارج، حيث كان أول المهاجرين عمال مناجم ليمبروخ، وفي سنة 1963 قامت مناجم ليمبروخ بتشغيل المغاربة الاوائل الذين بلغ عددهم 392 عاملا، هاجر أغلبهم من الريف وسوس، حيث تمكنوا من الحصول على عمل في مناجم أورانج ناسو في هيرلين، ومناجم لورا وجوليا بإيجشلوفن، ونظرا لنجاح هذه التجربة التي اشتهر المغاربة أثناءها بجديتهم في العمل. فمن بين 5818 عامل أجنبي الذين كانوا يشتغلون في مناجم ليمبروخ سنة 1965، 1607 منهم مغربية، يمثلون 12 في المائة في مناجم الدولة و17 في المائة في المناجم الخاصة، كما أن حركية المنجميين المغاربة الاولى كانت كبيرة، فقد عمل بعضهم بضعة أشهر في المناجم قبل مواصلة مسار هجرتهم الى مكان أخر أو العودة إلى المغرب، فمن بين 392 عاملا مغربيا الذين استغلوا سنة 1963 في مناجم أورانج ناسو، انقطع 80 مهاجرا عن العمل بعد ستة أشهر، و 236 أي 60 في المائة قبل استيفاء خمسة سنوات من العمل. وفي مناجم أورانج ناسو (وان)، لم يستمر في العمل أكثر من سبع سنوات سوى 97 عاملا من بين 682 مغربيا تم تشغيلهم ما بين 1963 و1976، ومع مرور الوقت أخذت الهجرة المغربية تتحول تدريجيا من عمالة أجنبية إلى أقلية ثقافية مقيمة بشكل دائم في المجتمع الهولندي الذي أصبحت تشكل جزءً منه. ترقبوا زوارنا الكرام، مقالات مرفقة بصور نشارككم بها تاريخ الريفيين بهولندا. الاميرة بيتريكس والامير كلاوس صحبة عمال مهاجرين بمدينة أمسفورت سنة 1972 عامل مغربي من مستخدمي شركة صناعة اللحوم كومباكسو بمدينة خودة الصفحة الاخيرة من الاتفاقية الثنائية لتشغيل اليد العاملة الموقعة بين المغرب وهولندا يوم 14 ماي 1969 صور وبطائق تعريف لبعض المهاجرين الرواد سفر عبر القطار لقضاء العطلة السنوية بالمغرب