ذكرت مصادر متطابقة، أن عمدة العاصمة الهولندية أمستردام، جوزياس فان آرستن، زار مساء اليوم الأربعاء، عائلة الشاب المغربي، محمد بوشيخي الذي لقي حتفه في عملية لإطلاق النار يوم الجمعة الماضي، بأحد مراكز الشباب بأمستردام. وقالت ستيفاني سريا ريان، إحدى جيران الراحل المقربة من عائلته إن عمدة أمستردام قرر أن يزور العائلة بعد صلاة الجنازة، التي أقيمت على روح الفقيد، حوالي الساعة الثالثة بعد الزوال. وأضافت سيفاني في تصريح نشره موقع القناة الثانية أن العمدة من المرتقب أن يعقد اجتماعا مع ساكنة الحي، في ظل غضب الساكنة، نظرا لكون مقتل محمد بوشيخي يعتبر الحادث الثاني من نوعه، بعد مقتل شاب مغربي كان يقطن بنفس الحي شهر نونبر الماضي في عملية لإطلاق النار. وتأتي هذه الزيارة في أعقاب الانتقادات الشديدة التي وُجهت لعمدة أمستردام عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، بسبب مسؤولية الشرطة في الحادث، وبسبب عدم زيارته للعائلة فور وقوع الحادث. أبرز هذه الانتقادات وجهها خال الضحية، حسن أولاد في رسالة مفتوحة إلى عمدة أمستردام نشرها عبر حسابه على الفايسبوك. و"حاكم" حسن ولاد علي في رسالته عمدة أمستردام على الإجراءات التي يقوم من أجل تأمين المدينة، مشيرا إلى أن هذا الحادث المأساوي، وقع في مركز للشباب، حيث يجب على الشباب أن يحسوا بالأمن. ''إن الحادث جعل عائلة بوشيخي وجيراننا يطرحون عددا من الأسئلة،'' تقول الرسالة. وتابعت الرسالة: "كيف لم تُعلم الشرطة إدارة مركز الشباب أن جياني ل. كان مستهدفا من قبل مجرمين، وأنهم حاولوا قتله فيما قبل؟ لماذا لم تعمل الشرطة، التي كانت على علم بأن جياني كان على لائحة المطاردين من قبل مجرمين، لم تجبر المؤسسة على سن تشديدات أمنية على المركز حتى لا يتسلل إلى الداخل مجرمين ومسلحين؟". ودعا خال الضحية في رسالته المفتوحة مجلس مدينة أمستردام لضمان سلامة السكان، وندد بقتل ابن أخيه مشيرا إلى أن المستهدف لم يكن محمد بوشيخي، وإنما شاب آخر يبلغ من العمر 19 سنة، سبق له أن أصيب في حادث إطلاق مماثل في شهر نونبر الماضي، غير بعيد عن مكان حادث يوم الجمعة. و قالت ستيفاني في حديثها لموقع القناة الثانية إن محمد قُتل من طرف ملثمان بالخطأ، لأنهما كانا يستهدفان شابا هولنديا آخر، إسمه جياني ل. هذا الأمر أكدته أيضا الشرطة الهولندية، إذ نقلت صحيفة تيليغراف الهولندية عن وحدة الشرطة بأمستردام قولها إن "الشرطة لم تتمكن بعد من فهم دور محمد بوشيخي في حادث إطلاق النار،'' إذ أن الشاب المغربي لم يكن معروفا لدى الشرطة الهولندية، وهو ما يدحض نظرية تصفية حسابات بين أفراد عصابة. لكن من الناحية الأخرى كشفت الشرطة أنه كان من بين الجريحين شاب يُدعي "جياني ل."، 19 سنة. هذا الشاب معروف لدى الشرطة وكان قد نجى بأعجوبة من حادث إطلاق نار آخر شهر نونبر الماضي، في إشارة إلى أنه من المحتمل أن يكون هذا الشاب هو المستهدف في الهجوم. كما أكدت الشرطة أنها استعمت لإفادات الشهود الذين كانوا بعين المكان لحظة وقوع الحادث، وأوضحوا لهم أن القاتلين كانا يناديان على إسم شخص ما قبل إطلاق النار، لكن ليس إسم "محمد."