في سابقة من نوعها، لم تعِشْ المنطقة الحدودية الفاصلة بين "بني أنصار" و"مليلية المحتلة" مثيلتها مع الحرّاكة المغاربة، أقدم حوالي 400 قاصرٍ وشابٍّ من "الحرّاكة"، بعد زوال اليوم الجمعة 29 دجنبر، على شنِّ هجومٍ مباغتٍ على المعبر الحدودي، قبل أن يعقبه هجومٌ ثانٍ على ميناء المسافرين، وذلك عبر مجموعتين متفرقتين، في خطةٍ محبوكة لعملية اقتحام جماعية سعياً وراء التسلّل إلى عقر إحدى الوجهتيْن، وسط حالة قصوى من الاستنفار الأمني. وعلى نحوٍ مفاجئ يذكِّر بسيناريو مهاجري دول جنوب الصحراء، تمكن عشرات الحرّاكة، في غفلة عن عناصر الأمن المرابطة بمركز المعبر، من وصول المنطقة الحرة الفاصلة بين المعبريْن الحدوديين، قبل مسارعة الأمن الإسباني إلى إيصادِ بوابة المدينةالمحتلة في وجه العازمين على اقتحامها، في حين تدخلت توليفات أمنية من الجانب المغربي لإحكام قبضتها والسيطرة على الوضع، قبل أيّ انفلاتات أمنية محتملة. ويشار في هذا السياق، إلى أن الحرّاكة المغاربة، المترّبصون بفرص التسلل إلى داخل مليلية، ومنها تصيّد فرصة للحريك صوب الضفة الإسبانية، اِنتقلوا إلى اِعتماد تكتيكٍ جديد غير مسبوق وعلى خلاف المعهود، تمثّل في اِستنساخ أسلوبه حرفياً من سيناريو عمليات الاقتحامات الجماعية التي ينتهجها مهاجرو دول جنوب الصحراء بين الفينة والأخرى، سعياً وراء ولوج الحاضرة الرازحة تحت السيادة الإسبانية، وكان آخر هذه العمليات ما عرفه المكان عينه قبل يومين. جدير ذكره، أن أفواجاً من اليافعين والقاصرين والشباب، ينحدرون من مختلف المدن والمناطق المغربية، يتقاطرون على بلدة "بني أنصار"، بحيث يتخذونها قنطرة عبورٍ نحو ضفاف شبه الجزيرة الإبيرية، بعد رحلة شاقة تبتدئ بعيش حياة التشرد بين أرجاء المدينة، مروراً بتربص "فرصة العمر" بمحيط ميناء المسافرين وبمحيط المعبر الحدودي، قبل اِقتناص فرصةٍ للتسلل إلى مليلية كمحطة ثانية ل"الحريك" على متن الشاحنات والبواخر المتجهة بحراً نحو إسبانيا.