أصبح المغربي يخاف من كل شيء، فكُلنا يعيش خوفا في نفسه، التلميذ يغش في الامتحان لأنه يخاف أن يسقط في الامتحان، وبذلك يغش صديقه التلميذ الذي ذاكر طوال العام ويغش على أستاذه وعلى والديه وعلى نفسه وهلم جرا...الغشاش يولد غشاشا ويموت غشاشا، وهذا ينطبق على جميع مناحي الحياة، نحسُد كل شيء ونتمنى زوال النعمة على من منً الله عليه بالرزق وهذا مرده إلى الخوف، فما قيمة المرء إذا كان خائفا جبانا، كلنا نعيش خوفا في أنفسنا ومن مستقبلنا ويملأ الجشع والجبن قلوبنا وأبصارنا، فنأخذ بعضنا البعض غيلة وغدرا وخوفا. للكِلاب صِفات لا يتحلى بها الرجل الكريم. نتسائل دائما لماذا تعشش الخوف فينا، سلوكنا لم يتغير أبدا ولم تعد الأمانة موجودة فينا، أُناس كثيرون بيننا يخافون من كل شيء، يخافون من الفقر مع أن الله هو الرزاق الكريم، ويخافون من السلطة ومن واجباتهم ومن حقوقهم ومن الليل ومن النهار ومن نظرات الناس ومن العين ومن المرض ومن نفاذ الخبز من المخابز ومن كل شيء، نلتفت دائما في مشيتنا كأنما شيئا خفيا يطاردنا ويحاول إفتراسنا، نأكل بخوف ونتناسل بعنف وخوف، أصبح الخوف هو السمة الغالبة المتحكمة فينا، بعضنا يدخر الزاد لعام بأكمله والبعض لديه من المال لو صدقه لأغرق مدينة بأكملها وسيشٍيطُ الخير ومع ذلك يخاف. المسؤولون عندنا يخافون مع أنهم يتصرفون في كل شيء، وحتى رجال الأعمال عندنا والأثرياء والمسؤولون الحكوميون يتنافسون في الحصول على الجواز الأحمر والجنسية الأوروبية أو الأمريكية لأنهم يعتبرونه منجاة لهم من المغرب، مع أنهم يتصرفون كالأسياد ويعيشون مْبَرْعٍين وهذا مرده إلى الخوف من المجهول ، الإبن يخاف من أبيه، والأب يخاف من زوجته وهي تخاف من التجاعيد ومن السُمنة ومن الكوليستيرول...وهكذا دواليك، المتسولون والفقراء والبؤساء عندنا وهذا هو المُبكي لا يملكون أيً شيء ولم يفعلوا في حياتهم خيرا أو شرا، ومع ذلك يخافون وستجدهم أشد الناس خوفا على وجه الأرض ، مما يخافون هم أيضا، الله أعلم؟ لماذا يتصف الفقير بالخوف والجبن...؟ لماذا؟؟؟ لم نعد نترحم على ذوينا بالدعوات وبالقرآن والصدقات، حتى قست قلوبنا وهي أشد قسوة من الحجارة وهذا مرده إلى الخوف. على المرء أن لا يخاف ولا يشكوا ولا يتضرع إلا إليه سبحانه وتعالى مستسلمين لحكمه وقضائه راضين به مطمئنين بأن الله معنا ومدركين بيقين المؤمنين الصادقين بأن البشر حتى وإن عَمَى وصَمً فإن الله في عُليائه يرى ويسمع، لأن كل شيء سيفنى، ستفنى البذلات الفاخرة الأنيقة والأقمصة الممضية المعطرة ، والمنازل المُكيفة والسيارات الفارهة... والمناصب الفاخرة وغيرها من ملذات الدنيا الفانية، ويبقى وجه الله ذو الجلالة والإكرام، فلا داعي إذن للخوف لأن لكل أجل كتاب، وكل مٌيسر لِما خلق له. إن الخوف الحقيقي الذي يجب أن يتملكنا هو محبة الله والخوف من عذابه والعمل للجنة والفوز برحمته...يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :" ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون". سورة الأنبياء. السًلامُ عليكُم