قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:* إنما يلحق المرء من عمله و حسناته بعد موته،علما علمه و نشره،أو ولدا صالحا تركه،أو مصحفًا ورثه،أو مسجدا بناه،أو بيتا لإبن السبيل بناه،أو نهرا أجراه،أو صدقة أخرجها من ماله في صحته و حياته تلحقه بعد موته*،و قال عليه الصلاة و السلام:* ابنوا المساجد و أخرجوا القمامة منها،فمن بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة*. تفعيلا للأهداف النبيلة الجليلة التي وضعتها نصب أعينها اللجنة الإدارية لمسجد النصر بمدينة فيلفورد البلجيكية،بقيادة رئيسها النشيط الحاج ميمون أقيشوح و بقية طاقمه الإداري،أبى ذوي النيات الحسنة إلا أن يبادروا جزاهم الله العظيم خير الجزاء،و نفع بهم الإسلام و المسلمين،إلى تنظيم نشاط إشعاعي كبير أيام الجمعة،السبت،الأحد 13,14,15,أكتوبر 2017،يهدف إلى جمع التبرعات المالية لتشييد صرح ديني كبير. الأعداد الهائلة من المصلين التي تتقاطر على هذا المسجد،و إتساع عدد التلاميذ الذين يتلقون تعليمهم،فرض على مسؤولي المسجد،أن يبادروا مشكورين إلى التفكير في القيام بتوسعة المسجد بجميع مرافقه،و إنشاء مدرسة و معهد داخله تتسع للمتوافدين عليها من أبناء الجالية المسلمة،سعيا من الجميع إلى إعادة هيكلة هذا البيت من بيوت الله في أحسن طراز و أتم شكل و أفضل بنيان،و مثل هذا العمل يعتبر منة و نعمة من أكبر المنن و النعم على الأمة المحمدية،بعد أن قيض الله لنا مثل هؤلاء الرجال المؤمنين،لإنجاز مثل هذه الأعمال الخيرية و الجهود المضنية،فذلك فضل الله يوتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم. الجالية المسلمة ببلجيكا و غيرها من الدول،مدعوة للمساهمة في توسعة و بناء هذا الصرح الديني الكبير،بإعتبار أنه و كما لا يخفى على أحد،ما في بناء المساجد و توسعتها،من خير كثير و ثواب عظيم،كونها بيوت الله التي أذن الله أن ترفع،و يذكر فيها إسمه،يسبح له فيها بالغدو و الأصال،رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة،يخافون يوما تتقلب فيه القلوب و الأبصار،فالمساجد مكان ذكر الله تعالى و عبادته،فما أحرى المؤمن الراجي لثواب الله تعالى أن يبذل أمواله في عمارة المساجد إنشاءًا،ترميما،صيانة،تقربا إلى الله تعالى،و إبتغاء لمرضاته،و إحتسابا لثوابه،رفعا لشأن الإسلام ،و نفعا للمسلمين،إن المساجد من أفضل ما بذلت فيه الأموال،و أدومه أجراً،فإن أجرها مستمر و دائم،لأن فيها المصلي و القارئ للقرأن الكريم،و الدارس للعلوم الشرعية ... البرنامج الخاص بهذه الأيام الثلاثة كان شيقا و رائعا بشهادة جميع الحاضرين،حيث ساهم مجموعة من أئمة الهدى و مصابيح الدين السادة المشايخ الأجلاء،التجكاني محمد،الرحوتي موسى،عبد الحميد الشايب الغني عن التعريف المقيم بإسبانيا،الكبير عبد العزيز،نصر الدين،الشيخ محمود خطيب الجمعة بمسجد النصر،و الشاب المقرئ الظاهرة خالد رياض سليل مدينة سلا،حاصل على المركز الأول في مسابقة محمد السادس لسنة 2013،شارك في مسابقة الملك عبد العزيز الدولية بمكة المكرمة سنة 2012،و مسابقة الكويت الدولية سنة 2014،كما حصل على جائزة القارئ العالمي سنة 2016 بدولة البحرين،حيث أبهر الحاضرين بقراءة شجية تحرك القلوب و تقرعها و تأخذ بالألباب،في إضفاء نكهة خاصة عليه،بدروسهم و مواعظهم النيرة التي تحث و تدعو للإنفاق في سبيل الله،و مجموعة من الشباب بقرائتهم الجميلة للقرأن الكريم،و تنظيم أنشطة ترفيهية لفلذات أكبادنا،و غيرها من الفقرات المهمة التي نالت إستحسان الحاضرين. الرسول المصطفى عليه الصلاة و السلام،ورد في حديث عنه في فضل الإنفاق على المساجد،و تعميرها و المساهمة في بنائها حديث رواه إبن ماجه و صححه الألباني:* من بنى مسجدا لله كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة*. الحاضرون رجالا و نساء،شيبا و شبابا،أطفال و براعم الغد،كلهم أبلوا البلاء الحسن و لم يبخلوا بتبرعاتهم على هذا المشروع،الذي يدخل في خانة الذين قصدهم حديث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم:* إذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث:صدقة جارية،أو علم ينتفع به،أو ولد صالح يدعو له*. فهنيئاً مريئاً لكل من ساهم من بعيد أو قريب،بالكثير أو القليل،و الفرصة ما زالت مواتية لمن يريد المشاركة في هذا العمل الخيري الكبير.