استغل آلاف المهاجرين السريين المغاربة وأفارقة توتر الأوضاع بمدن الشمال والريف خلال السنة الماضية، لإنجاز أكبر عملية "هروب" إلى الضفة الإيبيرية، إذ سجلت المفوضية السامية للاجئين، التابعة للأمم المتحدة، ربما قياسيا من "الحراكة" اقترب من 10 آلاف مهاجر، ضمنهم 1300 مغربي. وأشار تقرير صدر حديثا عن المفوضية حسب "الصباح" إلى ارتفاع عدد الوافدين على إسبانيا، حيث وصل 9800 شخص منذ يناير الماضي، أي ثلاثة أشهر تقريبا من اندلاع حراك الريف، مؤكدا أن أغلب المهاجرين وصلوا بصورة رئيسية عن طريق البحر، مقارنة ب4936 مهاجرا انتقلوا إلى التراب الإسباني وجزره خلال الأشهر الستة الأولى من 2016. وقالت المفوضية إن حوالي 60% من المهاجرين يتحدرون من دول جنوب صحراء إفريقيا، بينما يشكل المغربة 13%، أي حوالي 1300 مهاجر، والباقي من دول آسيا والخليج والشرق الأوسط ودول شمال إفريقيا، مؤكدة أن أغلب المهاجرين استعملوا قوارب مطاطية للوصول إلى الضفة الأخرى ولم يسجل هذا الرقم الضخم من المهاجرين السريين منذ 2008 التي شهدت بداية تراجع في أعداد "الحراكة" إلى الدول الأوروبية. وأكدت المفوضية أن الرقم صعد في 2006 إلى 39 ألف مهاجر، وهو عدد غير مسبوق في تاريخ الهجرة السرية بالمنطقة وأشار الحرس المدني الإسباني إلى الأرقام المخيفة نفسها المسجلة خلال ثمانية أشهر الأخيرة، مؤكدا أن ارتفاع محاولات الهجرة السرية في مضيق جبل طارق في السنوات الأخيرة، يرجع بالأساس إلى تراجع مخاوف الغرفة التي كانت تقف في وجه الكثير من مرشحي الهجرة.