أسفرت التحقيقات مع زعيم الخلية الإرهابية، التي أعلنت السلطات المغربية والإسبانية تفكيكها اليوم بنواحي الناظور ومليلية المتحلة، عن مفاجأة غير منتظرة، حيث اتضح أن المشتبه فيه، الذي يحمل الجنسية الإسبانية، عضو بحزب الشعب الحاكم بإسبانيا. ووفق صحيفة إلديارو الإسبانية، فإن رئيس فرع الحزب بمليلية المحتلة خوان خوسي إمبوردا ، الذي يشغل أيضا منصب رئيس الحكومة المحلية لمدينة مليلية ، قد أكد أن المشتبه فيه كان عضوا نشيطا بالحزب في الثغر المحتل، رغم أنه اختفى لمدة طويلة و"لم يسمع عنه أحد في الحزب منذ سنوات." خوان خوسي إمبوردا وجه دعوة عاجلة إلى مكتب الحزب من أجل طرد المشتبه فيه من الحزب وإلغاء عضويته، تقول الصحيفة، مشيرة إلى أنه ظل عضوا في الحزب لمدة ثلاث سنوات، ''لكنه لم يدفع رسوم العضوية." إمبوردا، أكد أيضا خلال ندوة صحفية، أن المشتبه فيه، الذي يحمل الجنسية الإسبانية وينحدر من أصول مغربية، كان يعمل أيضا كمدرس في مركز لتمدرس المهاجرين القاصرين الأجانب غير المرافقين بمليلية المحتلة، مشيرا إلى أن المركز يستضيف أكثر من 300 قاصر أغلبهم قادمون من المغرب. وأشار رئيس الحكومة المحلية لمدينة مليلية إلى أن المشتبه فيه كان يستغل اشتغاله بالمركز من أجل استقطاب القاصرين وتجنيدهم لفائدة التنظيمات الإرهابية، مستغلا قلة وعيهم وسنهم الصغير. ويشار إلى ان وزارتي الداخلية الإسبانية والمغربية قد أعلنتا اليوم الأربعاء، أنه تم تفكيك خلية إرهابية تضم 6 مشتبه فيهم كانت تنشط بنواحي الناظور ومدينة مليلة المحتلة. وقالت الوزارتين في بيانين منفصلين إن العملية تمت بشكل مشترك بين الشرطة الإسبانية والمكتب المركزي للأبحاث القضائية المغربي، حيث تم اعتقال 5 مشتبه فيهم ببني شيكر نواحي مدينة الناظور، فيما تم اعتقال زعيم الخلية الإرهابية في مدينة مليلية المحتلة. ويقود الخلية مواطن إسباني، 39 سنة، من أصل مغربي ويقيم بإسبانيا. وحسب وزارة الداخلية الإسبانية، فإن المشتبه فيه يتوفر على سوابق عدلية وسبق أن تم اعتقاله مرات عديدة بالمغرب. وأشار البلاغ إلى أن المشتبه فيهم الآخرين يتوفرون على جنسية مغربية. وذكر بلاغ لزارة الداخلية المغربية أن التحريات بشأن أعضاء الخلية كشفت أيضا أنهم كانوا ينشطون في استقطاب وتجنيد شباب لفائدة "داعش" بالموازاة مع إشادتهم بالاعمال الوحشية التي ينفذها مقاتلوه سواء داخل او خارج الساحة السورية العراقية. ويأتي تفكيك هذه الخلية الإرهابية -يشير بلاغ وزارة الداخلية المغربية - في ظل تصاعد حدة الخطر الإرهابي الذي يتربص البلدين وسعي "داعش" الى تكثيف عملياته خارج معاقله بكل من العراق وسوريا ، من خلال تحريض مناصريه على تنفيذ المزيد من العمليلات الإرهابية. وخلص البلاغ إلى أنه سيتم تقديم المشتبه فيهم الى العدالة فور انتهاء الأبحاث التي تجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وأشادت وزارة الداخلية الإسبانية بأهمية هذه العملية المشتركة بين المصالح الأمنية المغربية والإسبانية، مشددة على أن التعاون الأمني الممتاز بين المغرب وإسبانيا هو ما جعل تفكيك هذه الخلية أمرا ممكنا.