استعادت جماعة العروي بإقليم الناظور، هدوءها المعتاد، و استأنف السكان ممارسة أعمالهم وأنشطتهم اليومية دون توجس أو قلق، وذلك بعدما عاشت المدينة منذ عصر أمس السبت إلى غاية ساعات متقدمة من صباح الأحد 13 غشت الجاري، على وقع أحداث "مرعبة" إثر مواجهات بين سلطات الأمن و متظاهرين منعوا من تنظيم وقفة احتجاجية داعمة ل "حراك الريف"، ما أسفر عن إصابة نشطاء بجروح و اعتقال آخرين وصل عددهم حسب مصادر محلية ل 14 شخصا. وفي حديث عن الأجواء بالعروي، اليوم الأحد، قال فاعل جمعوي في اتصال مع "ناظورسيتي"، أن التوتر اختفى نهائيا، و الوضع عاد جداُ بالجماعة، سواء وسط المدينة التي اندلعت فيها مواجهات أمس، أو في الأحياء والأزقة التابعة لنفس الوحدة الترابية. وأضاف المتحدث نفسه، أن الأجواء عادية في سوق الأحد الأسبوعي، و كل المحلات التجارية استأنفت عملها منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، و أكد المصدر أن قوات حفظ النظام غادرت المكان نهائيا، باستثناء بعض العناصر التابعة للأمن الوطني و السلطة العمومية، التي ترابط بالمكان في إطار أداء مهامها المتعلقة بتنظيم السير والجولان. وكانت جماعة العروي، شهدت بعد عصر أمس السبت، تدخلاً عنيفا ضد مظاهرة دعت لها اللجنة المحلية ل "الحراك الشعبي" تضامناً مع الناشط "عماد العتابي" الذي توفي متأثراً بجروح أصيب بها في الأحداث التي عرفتها الحسيمة يوم 20 يوليوز تزامنا و مسيرة احتجاجية منعتها السلطات. وسرعان ما انتقلت الاحتجاجات بعد منع المظاهرة إلى مجموعة من الأحياء والأزقة بالعروي، حيث تطورت الأوضاع بعد مطاردة الأمن للنشطاء لمواجهات ليلية بين متظاهرين و القوات العمومية، ما أدى لتوقف حركة المرور و الرواج التجاري لساعات طويلة وسط المدينة، اثر إغلاق الشارع الرئيسي و بعض الأزقة الأخرى، بسبب إضرام النار في الإطارات المطاطية. جدير بالذكر، أن سلطات الأمن شنت، ليلة أمس، حملة اعتقالات واسعة ضد عدد من النشطاء استهدفت نحو 19 منهم (حصيلة غير رسمية)، وذلك بعد رفضهم للقرار الذي أصدرته عمالة الناظور القاضي بعدم السماح لهم بالاحتجاج، وقد تم اخضاع ما لا يقل عن 14 معتقلا لتدابير الحراسة النظرية مع الإفراج عن باقي الموقوفين ضمنهم شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة.