نظمت جمعية الإشعاع بالناظور اليوم 17 رمضان 1431 هجرية الموافق ل28 غشت الجاري محاضرة فقهية من إلقاء الأستاذ ناصر الفنطروسي حول موضوع الحاجة إلى فقه الإستهلاك وذلك بقاعة المحاضرات التابعة لنيابة التعليم بالناظور وبعد تلاوة قرأنية تفضل الأستاذ المحاضر بداية للحديث عن فقه الإستهلاك وذكر أنه تمت مناولته من لدن الفقهاء منذ مدة ليست باليسيرة وأصلوه وحددوه من جميع جوانبه كونه جزء لا يتجزء من الإقتصاد الذي يعد ضمن منظومة التشريع الإسلامي ،حيث أنه إعتبر الاستهلاك كأحد جوانب النظرية الاقتصادية، ويعد المحرك الأساسي للنشاط الاقتصادي والباعث على الإنتاج والاستهلاك هو استخدام السلع والخدمات من أجل إشباع الحاجات والرغبات الإنسانية ،مما يعني أن دراسة الاستهلاك وفهم حقيقة دور المستهلك تعد أمراً ضرورياً لتفسير كثير من الظواهر والمشكلات الاقتصادية وهو الشيء الذي نادى به الإسلام وذكر الأستاذ المحاضر أنه قد تكلم الفقهاء - قديماً وحديثاً - عن استهلاك السلع والخدمات سواء باستخدام مصطلح الاستهلاك أو بمصطلحات أخرى ،وساق مجموعة من أمثلته ،كمقدار ما يسد به رمقه ويتقوى على الطاعة هو مثاب غير معاب فيما زاد على ذلك إلى حد الشبع هو مباح له محاسب على ذلك حساباً يسيراً،وفي قضاء الشهوات ونيل اللذات من الحلال ما هو مرخص له محاسب على ذلك مطالب بشكر النعمة وحق الجائعين وقيما زاد على الشبع فإن الأكل فوق الشبع فيه نظر وقد أشار الأستاذ المحاضر إلى بعض معطيات نظرية الاستهلاك وفروضها في إطار الاقتصاد الوضعي على أنها ليست مقبولة في الاقتصاد الإسلامي لعد ملاءمتها للقيم والمعايير الإسلامية،ولذلك كان لزاماً على الاقتصادي المسلم أن يفكر ويبحث في الجوانب النظرية التي يمكن أن تتفق مع الأوامر والنواهي الشرعية من جانب المبادئ والأسس والقواعد زمن جانب القيم السلوكية للمستهلك المسلم ،وما أحوج الاقتصادي الإسلامي لهذه الناحية في مرحلته فالقصور قي هذا الجانب يجعل علم الاقتصاد الإسلامي يظل في مرحلة متأخرة من الناحية العلمية وعليه يجب أن تركز الجهود بشكل منظم وواع ودقيق في هذا الاتجاه وقد تلى المحاضرة بعض المداخلات ،صبت جلها في صلب الموضوع ،هذا الأخير الذي نال إستحسان الحضور ،كما أن الجمعية صاحبة المبادرة معروف عليها تنقيح مواضيع محاضراتها وإلتزامها بالوقت المحدد لكل ندوة أو محاضرة ،زد على ذلك كثافة أنشطتها الدينية والثقافية والإجتماعية بشكل مكثف وخاصة خلال هذا الشهر الكريم