في إطار سعيها الدؤوب وراء إبراز المواهب الواعدة وشد انتباه عموم القراء إليها، ارتأت ناظورسيتي خلال هذا البرورتريه الفني التعريف بالفنانة التشكيلية مريم بحري.. وهي شابة في مقتبل العمر تنحدر من حاضرة الناظور، من الطاقات الفذة التي تعتمل بصمتٍ وفي هدوء تامٍ بعيداً كل البعد عن دوائر الأضواء الساطعة، من أجل شقّ طريقها بكلّ أناةٍ على درب فنّ التشكيل والرسم والغناء أيضاً. فقد شغفت مريم بحري ب"الريشة" في سنّ مبكرة جداً وتماهت مع عشقها حدّ الهوس، بحيث تمخضت الإرهاصات الأولى عن لوحات في منتهى الروعة على منوال كبار التشكيليين بشهادة المتذوقين للفن الصامت، لكن ما تخلّفت عنه لاحقا، خلافا لهؤلاء، هو عدم السماح للوحاتها ليفضي إليها نور المعارض والملتقيات، بغية إلقاء بصيص الضوء على صنعاتها الفنية تحفيزا وتشجيعا لها على مواصلة رحلة الإبداع الخلاّقة. وتتناول بحري عبر لوحاتها المتميزة مواضيع شتّى ذات بعدٍ اجتماعي يمتح ويغترف من منهل الواقع المعاش، بحيث تعبّر بريشتها الصامتة لخلق عوالم صاخبة تصدح رأياً وموقفا معبراً بصوت محض نسائيّ له أيضا كلمته الخاصة، مما ينّم عن وعيٍّ مهمومٍ ومنشغل بأهم القضايا الجوهرية ويهجس بما يؤرق الإنسان المغربي ومنه الريفي الذي يعنيها على وجه التحديد، من أسئلة الهوية والواقع المُرتمي في أحضان جميع الاتجاهات.. أقبلت مريم بحري على مدى سنوات، على رسم العديد من اللوحات تمحورت إشكالياتها المركزية حول عددٍ من المواضيع التي تصطفها ضمن صفوف المتأثرين بأسلوب مدرستيْ الواقعية والمثالية في عالم أبجديات التشكيل، كما أفلحت في البصم على رسم وجوه لرموز القضايا الصائتة، ويذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر محمد بن عبد الكريم الخطابي، وناصر الزفزافي، غير أن لوحة تحاكي فيها واقع "الربيع الديمقراطي" عرفت ذيوع صيتٍ منقطع النظير قياسا باللوحات الأخرى الموقعة بإسمها بعد تحقيقها انتشاراً على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. نماذج من بعض اللوحات الموقعة بإسم التشكيلية..