في إطار الدور الطلائعي الذي يلعبه مشكورا تجمع مسلمي بلجيكا برئاسة رئيسه الأستاذ الشلاوي صالح في ترسيخ مبادئ التسامح و التعايش و نشر قيم الإنفتاح بين الأديان و الإثنيات و المجتمعات،نظم الأخير حفل إفطار بهيج بإحدى فنادق العاصمة البلجيكية بروكسيل،عرف حضور سفير المملكة المغربية ببلجيكا و ذوقية اللوكسمبورغ السيد محمد عامر،بعض ممثلي السلك الديبلوماسي ببلجيكا،السيدة فرانسواز سكيبمونس عمدة بلدية مولمبيك سان جون،السيد فؤاد أحيدار نائب رئيس برلمان جهة بروكسيل،شخصيات سياسية أخرى من مختلف التوجهات،ممثلين للديانات الأخرى،وفد البعثة المغربية المتكونة من الوعاظ والواعظات و المقرئين،السادة الأئمة و مسؤولي المساجد و فعاليات أخرى تنتمي للحقل الجمعوي ببلجيكا. حفل الإفطار البهيج إستهل بدايته قبل أذان المغرب بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها أحد المقرئين القادمين من المغرب،ثم تلتها كلمة السيد رضوان أضهشور الذي رحب بضيوف تجمع مسلمي بلجيكا،مسلما الكلمة بعدها للسيد جون فرانسواز هوسون خبير في شؤون الأديان و المجتمع المدني ببلجيكا الذي قام بتسيير فقرات هذا العرس البهيج بإحترافية و حنكة كبيرة. الأستاذ الشلاوي صالح رئيس تجمع مسلمي بلجيكا إستهل كلمته القيمة بالترحيب بالحاضرين مقدما لهم جزيل الشكر على تلبيتهم لدعوة المشاركة في هذا العرس البهيج،الذي يبرهن مرة أخرى على الإنسجام الكبير الذي تعيش على إيقاعه جميع الديانات و الأقليات و المعتقدات التي تعيش ببلجيكا التي توفر كل الظروف المواتية لممارسة الشعائر الدينية على أحسن وجه. الأستاذ الشلاوي صالح،أكد على أن شهر رمضان يشكل مناسبة للتأكيد على أن الجالية المسلمة أبانت عن قدرتها على الإندماج وسط المجتمع البلجيكي المتعدد حيث يتعايش الكاثوليك و البروتستانت و اليهود و الأنجليكانيون و الأرثوذكس و البوذيون و المفكرون الأحرار و غيرهم....،كما إستعرض المجهودات التي يبذلها تجمع مسلمي بلجيكا لتكوين مواطنين منفتحين و ملتزمين بإحترام حقوق الإنسان و العدالة و الإنفتاح على الأخر،مقدما نبذة موجزة عن إعلان مراكش الصادر شهر يناير 2016 الذي دعا إلى المساواة بين جميع البشر بغض النظر عن الدين بإعتبار أن الخالق كرم الإنسان و منحه حرية الإختيار،موجها نداء لمختلف الملل و الديانات و الطوائف للتصدي لكافة أشكال إزدراء الأديان و إهانة المقدسات و كل خطابات التحريض على الكراهية و العنصرية. السيد محمد عامر سفير المملكة المغربية ببلجيكا و ذوقية اللوكسمبورغ ،أبرز الطابع المتعدد للهوية المغربية التي تنهل من روافد متعددة و من قيم السلم و التسامح و التعايش،في ظل نمط الإسلام المغربي الذي عرف عنه تاريخيا بالإعتدال و الوسطية تحت راية إمارة المؤمنين حامية الملة و الدين ،و في ظل عقيدته الأشعرية و مذهبه المالكي الداعي دوما و أبدا إلى التآخي و الرحمة و نبذ العنف و محاربة التطرّف و الكراهية. الحفل عرف تناول كلمات أخرى من طرف ممثلي الديانات المتواجدة ببلجيكا الذين عبروا عن غبطتهم و إمتنانهم و سعادتهم العارمة لمشاركتهم الجالية المسلمة في هذا الحفل البهيج،داعين إلى ضرورة تكاثف جهود الجميع لنشر قيم التعايش و التسامح بين جميع بني البشر،معربين عن إعجابهم بالنموذج الديني المغربي الذي إكتشفوه عن قرب خلال السنوات الماضية بفضل الزيارة التاريخية الناجحة التي نظمهما رئيس تجمع مسلمي بلجيكا الأستاذ الشلاوي صالح سنة 2014 و التي شارك فيها ممثلوا الديانات السماوية ببلجيكا،حيث توجت بتقرير تاريخي أصدره الإخوة الكاثوليكيين تضمن توصيات مهمة،من جملتها حث الأوروبيين على الإقتداء و الإحتذاء بالنموذج الديني المغربي الناجح لإنفتاحه الكبير على جميع الأديان السماوية.