تفعيلا للسنة الحميدة التي سار على منوالها كل شهر رمضان من كل سنة المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة،نُظِّمٓ يوم الجمعة 2 يونيو 2017 الموافق 7 رمضان 1438،حفل إفطار بهيج بقاعة الحفلات الخاصة بفندق ماريوت بالعاصمة البلجيكية بروكسيل،عرف حضور السيد محمد عامر سفير المملكة المغربية ببلجيكا و ذوقية اللوكسمبورغ،السيد الشلاوي صالح رئيس الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا،السادة قناصلة المملكة المغربية ببروكسيل،لييج،أنفرس،بعض السفراء المنتمين للسلك الديبلوماسي ببلجيكا،السيد فرانس تيميرمان النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية،السيدة فرانسواز سكيبمونس عمدة بلدية مولمبيك سان جون،فعاليات سياسية من مختلف التوجهات،ممثلون للديانات السماوية الأخرى،مسؤولي اللجان الإدارية للمساجد،فعاليات جمعوية مغربية و أوروبية تنتمي لمشارب متعددة. حفل الإفطار البهيج أفتتح بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين الشيخ محمد القجاج البرنوسي عضو المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة. الدكتور خالد حاجي الكاتب العام للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة،ألقى كلمة قيمة إستهلها بالترحيب بالضيوف،مقدما لهم جزيل الثناء و الشكر على تلبيتهم لدعوة المشاركة في هذا العرس البهي،و هي إشارة قوية على عزم الجميع على تقوية أواصر العيش المشترك بين جميع مكونات المجتمع،بغض النظر عن عقائدهم و دياناتهم و ثقافاتهم،و هي من جملة الأهداف السامية و النبيلة التي من أجلها خرج إلى حيّز الوجود المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة. الدكتور خالد حاجي لم يدع الفرصة تمر دون أن يعرب عن إستنكاره للعمل الإرهابي الجبان الذي إستهدف الشهر الماضي مدينة مانشستر البريطانية،الذي أودى بحياة 22 شخصا و إصابة عدد كبير من الضحايا،مؤكدا عزم المجلس على محاربة كل مظاهر التطرّف بشتى أنواعها،داعيا إلى ضرورة تظافر جهود الجميع و التحلي بالحكمة و الرزانة بإعتبار أن التطرّف لا يهدد كيان جالية معينة أو عقيدة معينة،بل يستهدف المجتمع برمته،لذا يجب الحث على ضرورة العمل سويا لجعل الفضاء الأوروبي فضاءً للحوار و التعارف و جعله ساحة يلتقي فيها المهتمون بالحوار بين الأديان و التعايش السلمي في المجتمع للبحث في التحديات المشتركة،و إيجاد الحلول الناجعة لمجموعة من العوائق،و إزالة المخاوف المتبادلة و الصور السلبية المتراكمة. فضيلة الشيخ الطاهر التجكاني رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة،عبر في مستهل كلمته عن ترحيبه بضيوف المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة،مؤكدا للحاضرين على الدور الطلائعي الذي يلعبه المجلس في نشر ثقافة التألف و التأخي بين جميع الأطياف المشكلة للمجتمع،موجها نداءً للجميع بضرورة العمل على إشاعة السلم و السلام و الأمن و الإستقرار في جميع بقاع المعمور مصداقاً لقوله عز و جل في سورة الإسراء الأية 70*و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا*. السيد محمد عامر سفير المملكة المغربية ببلجيكا و ذوقية اللوكسمبورغ،رحب في كلمته بالحاضرين،مقدماً تشكراته الحارة لإدارة المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة على هاته المبادرة القيمة التي دأب على تنظيمها كل شهر رمضان من كل سنة،مستشهدا بالدور الفعّال الذي مافتئ يلعبه حامي الملة و الدين أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس في تكريس كل جهوده لنشر ثقافة التسامح و التأخي و العيش في سلم و أمان بين جميع الديانات في ظل المذهب المالكي الذي ينشر قيما كونية منفتحة،جعلت المملكة المغربية على مدى التاريخ نموذجا و نبراسا يقتدى به،منوها بالخطاب الملكي السامي الذي ألقي السنة الماضية بمناسبة ثورة الملك و الشعب،الذي دعى فيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس مغاربة العالم إلى التشبث بالقيم الدينية السمحة و بتقاليد بلدهم العريقة في مواجهة ظاهرة التطرّف و الإرهاب الغريبة عنهم،و بأن يكونوا دائماً في طليعة المدافعين عن السلم و الوئام و العيش المشترك في بلدان إقامتهم. السيد فرانس تمرمان النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية،ألقى كلمة أكد خلالها على أن أوروبا تظل فضاء للتعايش يفرض علينا بذل المزيد من الجهد لإكتشاف بَعضنا أكثر،برغم بروز بعض التيارات الداعية للتعصب و الإنغلاق و إستعمال العنف بإسم الدين،و توظيف الإرهاب لتقويض الأسس و المبادئ التي قامت عليها أوروبا،مشددا على أهمية الدور الذي يجب أن ينهض به الآباء في الإستماع للأجيال الناشئة و الحرص على توجيهها الوجهة الصحيحة. حفل الإفطار البهيج كان ناجحا بكل المقاييس من جميع النواحي،حيث أعرب الحاضرون عن غبطتهم بالتنظيم الجيد الذي عرفته فقرات الحفل،الذي تخللته مأدبة عشاء نالت إستحسان الحاضرين لجودتها العالية.