تكريساً للسنة الحميدة التي دأب عليها كل شهر رمضان من كل سنة المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة،نُظِّمَ يوم الثلاثاء 14 يونيو 2016 الموافق للتاسع من رمضان 1437،حفل إفطار بأحدى القاعات الفسيحة بالعاصمة البلجيكية بروكسيل،عرف حضور السيد سمير الدهر سفير المملكة المغربية ببلجيكا و اللوكسمبورغ،السيد الشلاوي صالح رئيس الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا،السادة قناصلة المملكة المغربية بالجهات الثلاثة،بعض ممثلي السلك الدبلوماسي ببلجيكا،فعاليات سياسية من مختلف التوجهات،ممثلون للديانات السماوية الأخرى،مسؤولوا اللجان الإدارية للمساجد،أئمة المساجد،فعاليات جمعوية مغربية و أوروبية تنتمي لمشارب متعددة. حفل الإفطار البهيج أفتتح بتلاوة أيات بينات من الذكر الحكيم أتحفنا بها الشيخ الشاب عبد الحفيظ بلقاضي بصوته الشجي المتميز. فضيلة الشيخ الطاهر التجكاني رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة ألقى كلمة قبل أذان المغرب،عبر خلالها عن ترحيبه بالحاضرين مقدما لهم تشكراته على إستجابتهم لدعوة المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة للمشاركة في هذا الحفل البهيج،مستنكرا بشدة الأعمال الإرهابية الشنيعة التي أودت بحياة مجموعة من الأبرياء ببلجيكا يوم الثلاثاء 22 مارس 2016،مؤكدا للحاضرين الدور الطلائعي الذي يلعبه المجلس في الحث على نشر ثقافة التألف و التأخي بين جميع الأطياف المشكلة للمجتمع،موجها نداءً للجميع بضرورة تظافر الجهود للعمل على إشاعة السلام و الأمن و الإستقرار في جميع بقاع المعمور مصداقاً لقوله عز و جل في سورة الإسراء الأية 70 * و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا*. بعد أذان المغرب تعاقب على المنصة الدكتور خالد حجّي الكاتب العام للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة الذي إستهل كلمته القيمة بالترحيب بالضيوف مقدما لهم الثناء و الشكر على إستجابتهم لدعوة المشاركة في هذا العرس البهي،و هي إشارة قوية على عزم الجميع على تقوية أواصر العيش المشترك بين جميع مكونات المجتمع بغض النظر عن عقائدهم و دياناتهم و ثقافاتهم و هي من جملة الأهداف السامية و النبيلة التي من أجلها خرج إلى حيّز الوجود المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة. الدكتور خالد حجّي لم يدع الفرصة تمر دون أن يعرب بإسم إدارة المجلس الذي يتشرف بإدارته عن إستنكاره الشديد للأعمال الإرهابية الجبانة التي إستهدفت بلجيكا مؤخراً،مؤكداً عزم المجلس على محاربة كل مظاهر التطرّف بشتى أنواعه بما فيها السياسي إذ بدأت تظهر في الساحة بعض المجموعات التي تعد على رؤوس الأصابع أصبحت تروج لفكرة خاطئة مفادها يجب نهج التطرّف السياسي لمواجهة التطرّف الديني و هذا يساهم بشكل كبير في هدم القيم الإنسانية المشتركة و خلق جو مكهرب في الساحة. الدكتور خالد حجّي دعا إلى ضرورة تظافر جهود الجميع و التحلي بالحكمة و الرزانة بإعتبار أن التطرّف لا يهدد كيان جالية معينة أو عقيدة معينة بل يستهدف المجتمع برمته،كما حث على ضرورة العمل سويا بتكاثف جهود الجميع على جعل الفضاء الأوروبي فضاءً للحوار و التعارف و جعله ساحة يلتقي فيها المهتمون بالحوار بين الأديان و التعايش السلمي في المجتمع للبحث في التحديات المشتركة و إيجاد الحلول الناجعة لكل ما قد يطرأ على الساحة الأوروبية و هي خطوات مهمة لإزالة المخاوف المتبادلة و الشكوك و الصور السلبية المتراكمة. السيد سفير المملكة المغربية ببلجيكا و اللوكسمبورغ سمير الدهر ألقى كلمة قيمة و مؤثرة في الأن نفسه،رحب خلالها بالحاضرين مقدما تشكراته الحارة لإدارة المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة على هاته المبادرة القيمة التي دأب على تنظيمها كل شهر رمضان من كل سنة،مستنكرا بقوة الأحداث الإرهابية الشنيعة التي تعرضت لها باريس و بلجيكا و مقتل الشرطي الفرنسي و زوجته و حادث أورلاندو الأخير،داعيا إلى مد جسور التعاون بين جميع الأديان السماوية،مستشهدا بالدور الطلائعي المهم الذي ما فتئ يلعبه حامي الملة و الدين أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده في تكريس كل جهوده لنشر ثقافة التسامح و التأخي و العيش في سلم و أمان بين جميع الديانات في ظل المذهب المالكي الذي ينشر قيما كونية و منفتحة جعلت المملكة المغربية على مدى التاريخ نموذجا و نبراساً يقتدى به . الجانب المؤثر في كلمة السفير كانت هي شكره كافة أطياف المجتمع البلجيكي من سياسيين و مجتمع مدني و جميع المصالح الإدارية البلجيكية و أفراد الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا على العلاقات الطيبة التي ربطته بهم خلال الثماني سنوات التي تولى فيها مهامه كسفير للمملكة المغربية و التي ستنتهي في غضون الأيام القادمة،هاته الفترة راكم فيها ذكريات غالية معربا للحاضرين عن إمتنانه و تشكراته الحارة للجميع. جدير بالإشارة إلى أن حفل الإفطار كان ناجحا بكل المقاييس من جميع النواحي حيث أعرب الحاضرون عن غبطتهم بالتنظيم الجيد الذي عرفته فقرات الحفل الذي تخللته مأدبة عشاء نالت إستحسان الحاضرين لجودتها.