مايقع في الريف هو نفسه ماحصل بحاضرة آيت بعمران سيدي إفني...مند سنوات إتهم شباب المنطقة آنذاك بالفتنة والتخوين وأصر الإعلام الرسمي وبعض المغاربة على إعتبارهم كذلك رغم أن الواقع شئ ومايقال شيء آخر..اليوم التاريخ يعيد نفسه لكن في بقعة آخرى من هذا الوطن الجريح، والجامع بينهما أن المطالب كلها مشروعة. إلا أن الدولة وبعض ممن يعتبرون أنفسهم غيورين على مصلحة هذا الوطن يتهجمون على مغاربة الريف، وكأنهم من كوكب أخر ولأنهم ألفوا الذل والمهانة فأصبح في نظرهم كل من يطالب بحقوقه إنفصاليا وخائنا ويريد الفتنة للبلاد والعباد. إلى من يخشى على الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي والإصلاح في ظل الاستقرار أقول: تفادوا لغة التخوين والافتراء والتعصب فحراك الريف يحتاج الى تدخل العقلاء وأصحاب بعد النظر والذين مازال في رصيديهم شيء من ثقة المغاربة. إلى من يتطاولون بمنطق شوفيني متعصب على حراك الريف،دعوا ابناء الريف يعبرون دعوهم يصرخون يجلجلون بحناجرهم الأبية، أتركوهم يخرجون ما بصدورهم من غضب بقدر سنوات التهميش التي عاشوها، لا تحاسبوهم الأن لأنكم لست أهل لذلك ،دعوا الريف يضمد جراحه ويسطر تاريخه القادم...دعوا أبناء الريف وتعلموا منهم الاتحاد والصمود وحب الانتماء. ابناء الريف ليسوا صوت الحسيمة فقط هم صوت أهالينا في صحرائنا الشرقية ممن يسترزقون بلحا،وصوت أسر الكهوف بأقاليم تنغير وتادلة وأزيلال الحبيبة، هم صوت زاكورة القلب وطاطا الروح، ولسان نساء وشباب وشيوخ المعابر الحدودية بسبتة السليبة ،هم صوت الوطن الذي يتطلع أن يكون أفضل لأنه لا يرضى لأبنائه إلا الأفضل. إلى المفسدين ايضا في هذا الوطن أقول: لا أحد يهوى أن يعرض صدره لرصاص المخزن مالم يذق من الفقر والتهميش مايكفي...ألا يكفي أن يطحن رجل هناك وتحرق سيدة عجوز نفسها بسبب لقمة العيش هنا، أو يلقي شاب في مقتبل العمر نفسه في البحر وقدم حلم بأن يعتنق أحلامه داخل الوطن...الفقر ليس هواية بل صديق مقلق تسيد بسبب فسادكم..نحن البؤساء في زمن الثروات، نحن الجاهلون في زمن العلم، سنقاضيكم اليوم أو غذا، فما يحدث نتيجة طبيعية لما صنعتم...سنلعنكم وسيلعنكم تراب هذا الوطن.