عاد من شبه المؤكد أن جل الأسر فقدت البوصلة نحو المدرسة العمومية، وأعلنت استسلامها، جراء ما تراكم لديها من صور كئيبة تبعث على الإشفاق، وتعكس واقعا مؤلما لمَعلمة تربوية، تنكر لتضحياتها وعطاءاتها الجميع بمن فيهم أبناؤها من ذوي المراكز العليا..ووقفت على حافة الضياع، تندب حظها التعس لما آلت إليه أوضاعها، من تدني خدماتها وتراجع مستويات تلامذتها، بعدما سرقت منها المدرسة الخصوصية الأضواء، وبلغت أصداء اختلالاتها كافة الأرجاء... ومن هذا المنطلق وفي إطار العمل على استنهاض الهمم والعزائم، فقد بادرت جمعية اباء مجموعة مدارس بوعرڭ منذ انتخاب مكتبها الجديد الى الاهتمام بالشأن التعليمي عبر عدة محاور نذكر منها: المرافق الصحية: يقال أن أعظم اختراع خلال المائتي سنة الأخيرة هو المرحاض، إلا أن هذا الاختراع لم يجد بعد طريقه إلى مجموعة من المؤسسات التعليمية التي يدرس بها الآلاف من الأطفال المغاربة والذين يجدون أنفسهم مجبرين على التبرز أو التبول في العراء وذلك في غياب دورات المياه والمراحيض عن مؤسساتهم التعليمية. الأمر الذي يحول مساحات كثيرة مجاورة لحواشي الأقسام والوحدات المدرسية إلى شبه مرحاض مفتوح في الهواء الطلق. ومن هذا المنطلق وسعيا منها في إحداث المرافق الصحية بمجموعة من المدارس بالمنطقة والتي ستعود بالنفع على المتعلمين سارعت جمعية الأباء لمجموعة مدارس بوعرڭ للبحث عن مصادر التمويل بتعاون مع المساهمين والداعمين والمحسنين فقد تم تشييد عدة مراحيض وتزويد عدة فرعيات بالماء الشروب وخلق فضاءات تتلاءم وحاجيات التلاميذ من خلال تعزيز البنية التحتية للمؤسسة التعليمية بما يضمن سيرا مقبولا للفعل التربوي. شق الطُرقات: في اطار فك العزلة وتحسين ظروف تنقل التلاميذ من والى مدارسهم قامت جمعية اباء مجموعة مدارس بوعرڭ بتعبئة الموارد البشرية المحلية والموارد المالية بالاعتماد فقط على الامكانيات المالية الذاتية للمحسنين وتوفير اليد العاملة المتمثلة في ابناء الدوار في اطار العمل التعاوني والتشاركي والتضامني، بشق مجموعة من المسالك الطرقية لمسافات مهمة . تهيئة المحيط الخارجي والفضاء الداخلي لمجموعة من الفرعيات وتهيئة ساحاتها: تماشيا مع روح المبادرة والتعاون وسعيا منها في تلطيف ظروف التحصيل العلمي للتلاميذ والمدرسين على حد سواء نظَّمَت جمعية اباء مجموعة مدارس بوعرڭ عدة اوراش بمجموعة من الفرعيات تمثلت في صباغة جدران الأقسام من الداخل والخارج والقضاء على الأعشاب الضارة المتواجدة بساحاتها وكذا بناء وصباغة أسوار وأبواب ونوافذ عدة فرعيات وإنجاز مجموعة من الجداريات والأشكال المختلفة الألوان على جدران مجموعة من الحجرات الدراسية التي ظهرت بحلل جديدة غمرتها ألوان زاهية ، في انتظار اطلاق مبادرة توفير الفضاءات الرياضية للتلاميذ حسب ما اكده لنا الفاعل الجمعوي قمر الكنتافي رئيس جمعية اباء مجموعة مدارس بوعرڭ . عموما،جمعية اباء مجموعة مدارس بوعرك تقوم بمبادرات هنا وهناك لا يمكن للمتتبع الا ان يصفق لها ،وهذا لا يعني انها قد وصلت الى نهاية المشوار بل هي بداية تحتاج الى تظافر الجهود من طرف الجميع كل واحد من موقعه من اجل المساهمة في انجاح هذه المبادرات التي تعتبر الاولى من نوعها في المنطقة فيما يتعلق بالشق التعليمي وما يدور في فلكه. من هنا فإن هذه الجمعية النشيطة تحيي وتشكر بقوة كل من كان له الفضل في اخراج هذه المشاريع الى حيز الوجود التي طالما كانت حلما واصبحت اليوم حقيقة بفضل القرارات الشجاعة للمكتب المسير والمساهمة في دفع عجلة التنمية بالمنطقة على اكثر من صعيد والوقوف الى جانب الجمعية في كل خطواتها ،دون ان تنسى كل الطاقات والايادي الخفية التي تعمل بكد ونشاط سواء داخل الجمعية أو خارجها من أجل انجاح كل المبادرات وتحقيق النفع العام لكل تلاميذ وساكنة بوعرڭ.