"كيف نسمح للعالم أن يسير إلى غير وجهتنا ؟" هكذا يتسأل عادل أحكيم الإنسان، ويهيم في طرحه الفلسفي المنبث في كل نفس تعرفه من قريب وبعيد، كأنه درس يكسو عقول التلاميذ النبغاء، أو مشوار مهيب إلى حقيقة يقينها تفجر ينابيع المحاولات المستمرة في ثنايا الأحلام التي لا يعلى عليها. فمنذ أن عالت شمسه إلى كبد سماء مدينة الناظور، ودابت الحياة في روحه المزهوة بآفافها العلوية اللامحدودة، أصبح النموذج الوجودي الذي لم يبتعد عن واقعه، وأضحى فيلسوفا صغيرا نفمه حب الحياة وأطروحته " قاوم حتى وأنت على فراش الحياة " ، فمن يكون هذا الجناح السماوي المسمى عادل أحكيم ؟ إنه ابننا، صديقنا، طفلنا، كبيرنا، أخونا، تصورنا عن الحياة وكيف تتخذ وتعاش. ولد بيننا ليحيرنا ارتحال عقله وقدراته. دخل العوالم الممكنة وخاضها أيما خوض. أراد أن يكون استثنائيا، ناجحا، تقيا، قويا، صلبا، وبذرة من بذور الصلاح؛ يغير الممكن، ويجابه المستحيل، حتى جاء لنا بما جاء به من عمل جمعوي، ومسار دراسي، ومقام شامخ مزخرف بفكره ومرحه وصدقه ونيته الطيبة وسماحته الجليلة ووقار ملامحه الرائقة، ليغدو رجل العقل الحكيم، وشاب الإستنارة الرفيعة، فتجد عنده العلوم وجديدها، والخصلات الحميدة ودورسها، ثم الفكر نزعته. وكان لابد له من أن يطلق صيحة طموحه، ويعلن عن نفسه كرقم صعب في معادلة الحياة وميزان المجتمع. لم يجن عليه ضعفه الجسدي، بل أذهله بنصيب أكبر من العمل الدؤوب، فانبرى للعمل الجمعوي والبر وحب الخير، واتبع مساره الدراسي مجدا ومخلصا للعلم والثقافة، ثم وضع خريطة مستقبله المبشرة بكون غاية صياغتها رقي هائل لناظور هائل ). فمن هو إذن ؟ إنه عادل أحكيم .. رجل العقل، شاب الاستنارة ومرعى الطموح.