بإبتسامة عريض تريح كل من يزورها لأول مرة بعيادتها وسط مدينة كولن الألمانية، إستقبلتنا الناظورية ليلى بوديح وهي تردد بأمازيغية سليمة "مارحبا بيكم غانغ" مرحبا بكم عندنا، فرغم أنها تعيش لمدة طويلة هنا بألمانيا إلى أنها لا تزال تحافظ على لغتها الأم، وكذلك تتحدث العربية بطلاقة دون أدنى صعوبة في النطق، وهذه إحدى الميزات التي تتميز بها الإختصاصية في الطب البلديل، هذا "هو عالمي الخاص" هكذا وصفت عيادتها للطب البديل والتي بها العديد من الأقسام والإختصاصات، وهي تقوم معنا بجولة في العيادة وتمازح زوجها الطبيب المختص في تخذير الأطفال، بالقول أن عيادتها مثل المشتشفيات التي يشتغل بها. من المغرب إلى ألمانيا ليلى بوديح التي هي إحدى النماذج التي يمكن الإحتداء بها هنا في ألمانيا، والتي تعطي صورة إيجابية عن إندماج المغاربة في بلدان الإستقبال، حيث أنها درست بالمغرب وحصلت على شهادة الباكالوريا، قبل أن تشد الرحال إلى ألمانيا وتدرس اللغة. لكن طموح بوديح لم يتوقف عند هذا الحد فرغم أنها تزوجت، وأصبحت أما إلا أنها أرادت أن تبحث عن تكوين وأن تدرس في مجال أخر حتى تدخل لسوق الشغل، فرغم الصعوبات التي واجهتها إلا أنه لم تستسلم وأصبحت مصرة على ضرورة إتمام تكوينها حتى أصبحت مختصة في الطب البديل بألمانيا. قصتها مع الطب البديل تحكي ليلى أن دخولها لعالم الطب البديل كان فيه الكثير من الصدفة، فبعد بحث مرير على تكوين يناسبها وقدراتها، تعرفت على أشخاص يمارسون ويزاولون مهنة الطب البديل المقننة بألمانيا، لتعجب بهذا المجال، حيث قامت بتكوين لمدة 3 سنوات في مدرسة خاصة بهذا المجال الذي تعيره ألمانيا إهتماما كبيرا على غرار مجموعة من الدول الأوروبية الأخرى. وبعد حصولها على شهادة من ذات المعهد، اجتازت إمتحان خاصا بوزارة الصحة الألمانية التي سلمت لها الترخيص لمزاولة الطب البديل بشكل قانوني وبعيادة خاصة، قامت بإنشائها مع مجوعة أخرى من النساء العاملات في ذات المجال. إختصاصات الطب البديل تقول ليلى بوديح أن الطب البديل به مجموعة من الاختصاصات وليس كما يعتقد البعض، فتعطي مثالا بنفسها حيث أنها تقوم باللإضافة للحجامة والعلاج بالعلق "ثيدا" التي تشفط الدم وتقوم في نفس الوقت بإعطاء الدواء وتعالج الإلتهاب والألم ومشاكل العروق، فهي تقوم بعلاج الحساسية عبر الأدوية الطبيعية والوغز بالإبر الصينية. كما أن تكوينها يسمح لها بمساعدة الأطفال على تجاوز مجموعة من المشاكل المتعلق أساسا بالخمول والحركة المفرطة والتبول لا إرادي والخوف. وتؤكد بوديح أن الطب البديل والطب الحديث متكاملين، حيث أنها مؤمنة بأنه لا يمكن للطب البديل أن يعوض الطب الحديث، ففي الإستعجالات ضروري من أن يتجه الإنسان إلى الطب الحديث، فيما الطب البديل يستعمل في بعض الحالات، كما أنه من الضروري أن يكون مقننا وعقلانيا حتى تكون له نتائج إجابية. وتركز ليلى على أن القيام أو الذهاب عند أشخاص يقمون بالطب البديل دون ترخيص فهو يشكل خطرا على صحة الإنسان، خصوصا أن بعض ممتهني هذا الطب لا يراعون أبسط شروط السلامة. ألمان ومغاربة وترك مرضى يزورون ليلى في بداية الأمر ونجن نزور عيادة ليلى بوديح، كنا نعتقد أن أغلب زبنائها سيكونون من المغاربة ودول شمال إفريقيا، لكن الأمر كان عكس ذلك حيث أن جميع الجنسيات متواجدة في عيادتها ومن بينهم الألمان، ووضحت بوديح لنا أن الألمان أصبحوا يؤمنون بشكل كبير في الطب البديل وسعداء بالنتائج التي يحققها هذا الطب. وقد أكدت لنا ذلك مريضتين كانتا على موعد بالدكتورة حيث عبروا عن تحسن حالتهما منذ بداية العلاج في عيادة بوديح، وأنهما سعيدتين بالنتائج الإجابية التي تحققها هذه الطبيب المختصة في العلاج البديل. عمل جمعوي موازي الريفية ليلى بوديح لا تكتفي فقط بعملها في الطب البديل بل لها أنشطة موازية، حيث صرحت لناظورسيتي على أنها تقوم بمجموعة من اللقاءات بالمساجد والمدارس مع النساء المسلمات وتساعدهم في العديد من الأمور الخاصة وتقديم نصائح تفيدهن، كما تعتبر نموذج للإندماج في ألمانيا. بوديح أبدت رغبتها وإستعدادها للحضور للناظور والقيام بتأطير النساء الراغبات في دخول مجال الطب البديل بالمغرب، أو المساهمة في أنشطة جمعوية وتوعوية.