تكثر الدراسات العلمية التي تتناول القهوة، فبعضها يشير إلى دورها الإيجابي في تنبيه الحواس والحصول على كمية وافرة من مضادات الأكسدة، فيما بعضها الآخر يحذّر من استهلاك كمية كبيرة منها، وما بينهما معتقدات شائعة وخاطئة غالباً حول تأثيرها على القلب ودورها في إدمان الكافيين والإصابة بالحموضة. 1- هل القهوة ضارّة بالصحة؟ كلا! هناك آلاف الدراسات العلمية الحديثة التي أثبتت أن شرب القهوة باعتدال آمن تماماً، بل يحمل فوائد صحية عدّة، وقد حدّد الإعتدال بثلاثة إلى أربعة أكواب من القهوة في اليوم، تحتوي على حوالي 300 ملليغرام من الكافيين. 2- هل تسبّب القهوة الإدمان؟ لا تسبّب القهوة الإدمان. إن التمتّع بشرب القهوة باستمرار هو عادة، والقهوة معروفة بتأثيرها المنبّه الخفيف، إلا أن ذلك لا يمكن اعتباره مؤشراً إلى أن القهوة تسبّب الإدمان. وقد ذكرت منظّمة الصحة العالمية بوضوح في دراساتها أن الكافيين لا يؤثّر على الدماغ بالطريقة نفسها التي تؤثّر بها المواد المسبّبة للإدمان، ولذا لا يمكن اعتباره مادة مسبّبة للإدمان. كما أن الأعراض الخفيفة للإنقطاع عن تناول الكافيين، والمتمثّلة في الصداع أو الخمول، والتي يواجهها بعض الأشخاص المعتادين على شرب القهوة، لا يبدو أن لها علاقة بكمية الكافيين التي يتمّ استهلاكها يومياً. ولا يعاني الأشخاص الذين يقلّلون من تناول الكافيين تدريجياً، على مدى أيام عدّة، من هذه الأعراض. 3- هل يمكن أن تسبّب القهوة جفاف الجسم؟ في حين يعتقد العديد من الناس بأن للكافيين الموجود في القهوة تأثيراً كبيراً في إدرار البول، إلا أن الدراسات العلمية الحديثة تُجمع على أن تناول القهوة باعتدال (من 3 إلى 4 أكواب في اليوم) له نفس التأثير المدر للبول الذي يسبّبه شرب الماء! وهناك اعتراف متزايد بأن تناول القهوة باعتدال قد يكون مصدراً هاماً للسوائل في النظام الغذائي، إذ يحتوي كوب من القهوة على حوالي 150 ملليلتراً من الماء، ما يوازي 10 % من كمية السوائل الموصى بتناولها يومياً من المشروبات. وتظلّ الكمية الموصى بشربها يومياً هي 8 أكواب من الماء النقي. 4- هل يسبّب شرب القهوة ارتفاعاً في ضغط الدم؟ تشير الدراسات إلى تأثيرات جدلية للكافيين على ضغط الدم، إلا أن معظم الدراسات الرئيسية التي ذكرت حدوث ارتفاع طفيف بضغط الدم بعد تناول القهوة كانت مرتبطة بالمستهلكين غير المعتادين على شرب القهوة، وكذلك فإن قدرة احتمالهم تتطوّر بسرعة مع الإستهلاك المتكرّر، أي بعد يومين إلى ثلاثة أيام. ويُنصح الأشخاص شديدو الحساسية تجاه القهوة بتخفيض الإستهلاك أوعدم شرب القهوة، وفقاً لحاجاتهم الفردية. 5- هل تضرّ القهوة بالقلب؟ بيّنت الدراسات أن تناول القهوة باعتدال، ضمن نظام غذائي صحي ومتوازن، لا يرتبط بالإصابة بالأمراض القلبية. وتناول القهوة باعتدال آمن لمرضى القلب، إذ لا يؤدّي إلى زيادة معدّل ضربات القلب. أما بالنسبة لمعدلات الإستهلاك العالية، فإن هناك مؤشرات غير حاسمة. وبشكل عام، ينصح المرضى ممن لديهم أية مخاوف بالإستهلاك المعتدل، واستشارة الطبيب لتحديد كمية الإستهلاك الملائمة لحالاتهم، نسبة إلى طرق الإعداد التي يفضّلونها. 6- هل يمكن أن تسبّب القهوة الحرقة؟ إن الحرقة أو الحموضة حالة شائعة لها أسباب متنوّعة، تتمثّل في تناول الطعام الغني بالتوابل والضغط غير المبرّر. وفي دراسة شملت 394 مصاباً بالحرقة، لم يرتبط معدّل حموضة أو قوة القهوة بحالات الحرقة التي تمّ رصدها. ويُنصح الأشخاص الذين يعانون من الحموضة أو القرحة أو الحساسية من تناول القهوة بتخفيف الإستهلاك أو إضافة الحليب أو مبيّض القهوة بحسب درجة الحساسية لديهم، كما أن عليهم مراقبة نظامهم الغذائي. 7- هل يمكن للحامل تناول القهوة؟ بيّنت الدراسات أن تناول القهوة باعتدال لا يؤثّر على الخصوبة، ولا يؤخّر الحمل، ولا يؤدّي إلى أية عيوب خلقية. وعلى أية حال، وباعتبار أن امتصاص الكافيين في الجسم لدى النساء الحوامل أبطأ من العادة، تقترح الدراسات استهلاكاً بمعدل 200 ملليغرام من الكافيين في اليوم (من كوبين إلى ثلاثة أكواب من القهوة في اليوم)، كحدّ أقصى. وتُنصح الحوامل باستشارة الطبيب أو خبير التغذية لتحديد كمية الإستهلاك الملائمة نسبة إلى الإستهلاك المعتاد والإحتياجات الفردية. 8- هل تؤثّر القهوة على كمية الكالسيوم في الجسم؟ يسبّب الكافيين الموجود في القهوة خسارة الجسم لكمية طفيفة ومؤقّتة من الكالسيوم، ويعوّض الجسم هذه الخسارة لاحقاً من خلال تقليل طرح الكالسيوم بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات، بحيث يظلّ مخزون الكالسيوم بنفس مستواه الأساسي. ولذا، إن تناول القهوة باعتدال ليس له تأثير سلبي على صحة العظام، علماً أن معظم الدراسات لا تظهر أي ارتباط بين تناول الكافيين والكثافة المعدنية العظمية أو خطر تكسّر عظام الورك. 9- هل تحتوي القهوة على مضادات الأكسدة؟ القهوة هي أكبر مساهم طبيعي لمضادات الأكسدة في النظام الغذائي، إذ تحتوي حبوب البن على كميات وافرة من «البوليفينول». تساهم مضادات الأكسدة في حماية خلايا الجسم من التلف، وبذلك فهي تساهم في حماية الجسم من أمراض القلب والسرطان والشيخوخة المبكرة. ورغم غياب التوصيات الغذائية الخاصّة بالكمية الواجب تناولها من مضادات الأكسدة يومياً، إلا أن النظام الغذائي اليومي العادي يحتوي عادة على ما يقارب غراماً واحداً منها. ويحتوي كوب القهوة على ما يتراوح بين 150 إلى 550 ملليغراماً من مضادات الأكسدة، بحسب نوع حبوب البن. وبشكل عام، تشكّل مضادات الأكسدة التي يتمّ الحصول عليها من القهوة أكثر من 60 % من مجموع الكمية التي يحصل عليها من يشربون القهوة باعتدال ضمن النظام الغذائي. وتمثّل مضادات الأكسدة 30 % من المواد الصلبة الموجودة في القهوة سريعة التحضير، والتي يتمّ إنتاجها باستخدام حبوب البن والماء النقي فقط، بدون أية إضافات أخرى. لذا، يمكن اعتبار القهوة سريعة التحضير أحد أفضل المصادر الغذائية لمضادات الأكسدة. وتحتوي القهوة العادية والقهوة منزوعة الكافيين على نفس كمية مضادات الأكسدة. 10- كيف تؤثّر القهوة على الأداء الذهني وكذلك الجسدي؟ أوضحت العديد من الدراسات التأثير المنبّه الخفيف للكافيين على الذهن، فهو يساعد على التيقّظ والتركيز، ويقلّل تأثير العوامل المحيطة في تشتيت الإنتباه ويسرّع في أوقات ردود الفعل، وبالتالي فالقهوة تقلّل من الإجهاد الذهني. كما أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون القهوة يبدون راحة أكثر واهتماماً أكبر بعملهم، فمادة الكافيين الموجودة في القهوة تساعد على تجديد وحفظ الإنتباه وتحسين الأداء، إلى تحسين المزاج. وأثناء الدراسة، تساعد مادة الكافيين على رفع مستوى التركيز والتيقّظ، مما يعزّز الإنتباه وبالتالي يساهم في تحسين عملية التعلّم. كما أنها تزيد من كفاءة عملية التذكّر والتعلّم، وهي تؤثّر أكثر على الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة العملية. ويعزّز تناول القهوة، باعتدال، من مستويات الطاقة في الجسم ويحسّن من الأداء الجسدي. وتخفّف القهوة من آلام العضلات، عقب أداء التمارين الرياضية، ومن الشعور بالإرهاق في نهاية فترة التمرين. وكالات