غريب هذا الذي يحدث بجماعة إعزانن، وغريب كذلك ما يقوم به إمبراطور بويافر كما يسميه أهل الإقليم، محمد أبرشان البرلماني السابق، والذي عمر طويلا على رأس ذات الجماعة، وبعد مدة ليست بالقصيرة عن سقوط أبرشان في الإنتخابات البرلمانية، وبعدما أكدت جميع التحليلات على أنه سينتهي سياسيا وسيختفي عن الأنظار بعد فقدانه لمقعد برلماني، ها هو اليوم يفاجئ الجميع ولكن هذه المرة بطريقة أخرى، يقود إحتجاجات لأبناء بني بويافر أمام الطريق المؤدية لمشروع ميناء غرب المتوسط، ويهدد بعرقلة الأشغال هناك والإعتصام إن لم تقم إدارة الميناء بتشغيل أبناء المنطقة، فما السير من وراء ذلك. هل يبتز أبرشان السلطة؟ إن أول تعليق صدر من المتتبعين للشأن المحلي حول إحتجاجات أبرشان ومواطني جماعة إعزانن خاصة الشباب منهم أن البرلماني السابق، يبتز السلطة ويرسل لها رسائل مشفرة على أنها ورغم عدم الحفاظ على كرسيه البرلماني لا يزال هو "ملك" إعزانن والقائد الأول بها، ويذهب البعض بعيدا في التحليل للقول بأن أبرشان وبهذا الإحتجاج يقول للممثلي السلطة بالإقليم على أن مكانته يجب أن تبقى محفوظة كما كانت من قبل أو أن طلباته يجب أن تنفذ، أو أنه سيعرقل عمل إحدى أهم المشاريع بالإقليم وهو ميناء غرب المتوسط. فيما يرى أخرون أن الأمر يتعلق بصراع خفي بين أبرشان وإدارة ميناء غرب المتوسط، وأن الأخير كان قد تلقى بعض الوعود التي لم تنفذ لهذا أجج الإحتجاجات وأخرج ساكنة إعزانن للتمرد على المشروع الذي كانت تنتظره منذ سنوات. هل يرد أبرشان الجميل لساكنة إعزانن؟ من جهة أخرى يرى أخرون أن أبرشان بخروجه هذا هو رد للجميل لأبناء جماعة إعزانن، والتي صوتت عليه بكثافة في الإنتخابات الأخيرة، وأن هذا الإحتجاج والدفاع القوي عن تشغيل أبناء الجماعة في ميناء غرب المتوسط، يأتي في إطار عهد قطعه أبرشان على شباب المنطقة بتوفير الشغل في الميناء وهذا ما كان واضحا في العديد من المناسبات وعبر عنه في تجمعاته التي كان يؤكد فيها على أن مستقبل إعزانن سيتغير مع بداية الإشتغال في الميناء . وأن نزعة القبيلة حركت أبرشان وجعلته يقف هذه الوقفة رغم أنها تشكل خطرا كبيرا عليه، وهي مغامرة من طرفه، لكنه لم يجد حلا من غير ذلك. هل يهدد أبرشان مصالح الدولة بميناء غرب المتوسط؟ الأكثر إثارة في الأمر كله، هذا التحول الغير منطقي في موقف أبرشان، فالسؤال المطروح اليوم أكثر من أي سؤال أخر، كيف تحول أبرشان من حامي لمصالح الدولة بمشروع ميناء غرب المتوسط، إلى مهدد لهذه المصالح، ولا يبدوا أن تصريحاته أمام الكاميرات وبحضور ممثلي السلطة ناتجة من عبث، خصوصا ووضح بأن الأمر قد يتطور ليصبح إعتصاما مفتوحا في ورش تشييد ميناء غرب المتوسط. وإن تم تناول هذا الإحتجاج من طرف وسائل الإعلام سيجعل المغرب في موقف حرج ولو جزئيا، وذلك كون المشورع تساهم فيه مجموعة من الدول ويعتبر من بين المشاريع الكبرى. ما الحل لوقف كل هذا يبدوا أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد لأن أبرشان وحسب مقربين منه ينوي التصعيد هو وأبناء المنطقة، ما يجعل إدارة الميناء مجبرة على إيجاد حل سريع لكل هذه المشاكل، ويبدوا أنها تسير في هذا النحو من أجل طوي هذا الملف في حينه، حيث أن تصريحات المسؤولين تؤكد على أن الشركة تشغل أبناء المنطقة وأن لهم الأولوية وبهذا سيكون سبب الاحتجاج لاغي إن نجحت في إثبات هذا الأمر.