في الريف فقط،سياسة الولاء للأشخاص ما زالت القوة الفاعلة في المعارك الإنتخابية،سواء الجماعية منها أو التشريعية،فهناك من تربع على عرش الحكم لعقود من الزمن دون أن يستطيع أحد زعزعة نفوذه،ودونما إنجازات ولا مشاريع جديدة،يدفعون مناطق الريف الى الهاوية،لكن,لا حسيب ولا رقيب... هذا ما دفع بعض شباب المنطقة إلى القيام بأبحاث ميدانية ومسائلات فعلية لكشف أسرار هذا الولاء كله،إلا أنهم صدموا بنتائج يندى لها الجبين،فكل السكان في المنطقة،وأغلبهم فلاحون أميون،لا يعرفون للقراءة والكتابة سبيلا،هم في ولاء دائم لأشخاص لا لأفكار سياسية حقة.والأدهى أنهم لا يعرفون معنى السياسة ولا الإنتخابات ولا شيء من هذا القبيل..كل ما يعترفون به،هو مائتي درهم عند الإنتخابات،ووضع علامة إكس على رمز الميزان أو الجرار أو...يكفي أن تقضي حوائج بسيطة لهم-حوائج في الحقيقة هي حقوق يجب أن تسدى لهم دونما تقبيل يد ولا مسح جاكيط- كي تحضى بأصواتهم وهتافاتهم... الناس هنا في الريف لا يملكون أدنى فكرة عما يقع في هذا الوطن,ولا يعرفون عن الإنتخابات غير الموائد وكؤوس الشاي المجانية،وسنوات عجاف من السرقة والنهب التي تمارس عليهم،ولكن ما إن سألت أحدهم،لم تصوت على فلان وهو لم يقدم شيئا للمنطقة،يجيبك بتعصب باهت: " اللهم ميس نثمورث ولا البراني" ويستمر الولاء لابن المنطقة،ويستمر ابن المنطقة في أكل مكاسبهم حتى النخاع... وتستمر المسرحية كل خمس سنوات