عادت من جديد، وككّل مرّة يشهد فيها المغرب ومنه إقليمالناظور، اِنطلاق الحملة الدعائية للانتخابات، سواءً منها الجماعية أو التشريعية، أساطيل السيارات التي يطلق عليها "المقاتلات"، المستعملة في تهريب براميل الوقود من الحدود الجزائرية والتهريب المعيشي من مليلية المحتلة، لتُؤثث مشهد الانتخابات الآنية بإقليمالناظور. وشوهدت بعض هذه العربات المقاتلة خلال اليوم الثالث من انطلاق الحملة الدعائية للمرشحين، وهي تجوب وتصول بين أرجاء مدينة الناظور والبلدات الضاحوية الواقعة تحت نفوذ عمالتها، مؤثّثةً مشهد الحملة الإنتخابية، حيث يعتبرون خلال هذه الفترة أسياد الطريق التي لا يقيمون وزناً ولا أدنى اِعتبارٍ لإشارات المرور، بل كل همهّم القذف وسط الطرقات برزمٍ من المناشير الاعلانية. وجرت العادة لدى مرشحي دائرة الناظور، أن يُستعينوا بخدمات بعض شباب الأحياء الهامشية، لاسيما منهم من يحترف نشاط التهريب المعيشي عبر "المقاتلات"، إذ يتّم تموين مأكلهم ومشربهم وقد يصل الأمر مع البعض إلى حدّ تموينهم بالخمور على مدار أيام الحملة الدعائية التي يتوقّفون خلالها عن نشاط "عملهم" ليتم تعويضهم مادياً عن ذلك، والمقابل حسب ذات المصادر هو تأثيث الحملة ميدانياً من ألفها إلى يائها.