مع الشروع في وضع الترشيحات من طرف وكلاء الأحزاب الذين سيخصون انتخابات 7 أكتوبر بعمالة الدريوش، بدأت تتضح معالم المناطق والقبائل التي ستكون قبرا للبعض أو طوق نجاة للبعض الآخر في معركة السابع من أكتوبر، فمن جماعة عين الزهرة وقبيلة أمطالسة، مرورا بقبيلة بني وليشك وبني توزين وقبيلة تمسمان، فقد بات من الواضح أن عددا من القبائل أصبحت تشكل معادلة حقيقية في فوز هذا المرشح من غيره، إذ أنها يمكن أن تشهد تطاحنا حقيقيا فيما بينهم لأن وزنها قد تغير عما كان عليه في السابق، حيث لم تعد محصورة في القبائل الكبرى كامطالسة أو تمسمان، ولكنها أصبحت تشمل أيضا مناطق وقبائل ذات مساحة جغرافية صغيرة. ففي قبيلة بني توزين، التي تضم في مجموعها جماعات كل من ميضار إفرني وأزلاف وقاسيطا، بالإضافة لإجرماوس ستكون المواجهة فيها حامية الوطيس بين كل من البرلماني الحالي ونجل رئيس مجلس جماعة قاسيطا، فؤاد الدرقاوي، المرشح باسم حزب الأصالة والمعاصرة، وغريمه، النائب الأول لرئيس جماعة ميضار، عمر شوحو، المرشح باسم حزب التقدم والإشتراكية. ورغم أن قبيلة بني توزين تعد معقلا لحزب "الجرار"، بسبب الفوز الساحق له بعدد مقاعد الجماعات المذكورة في الإنتخابات الجماعية والجهوية، وكذلك الفوز الساحق الذي حقّقه فؤاد الدرقاوي في إنتخابات 2011 والتي حصل فيها على الرتبة الأولى ب 9981 صوت، فإن إعتبارات عديدة ستغير من خريطة المنافسة بذات المنطقة، أبرزها أن الدرقاوي لن يشغل باله بباقي المتنافسين الآخرين لرصد تحركاتهم أثناء فترة الحملة أو يوم الإقتراع، بل سيضع نصب أعينه صديق الأمس الذي يدخل المنافسة متحمّسا وبجرأة أكبر. يُضاف إلى ذلك، إستعانة فؤاد الدرقاوي بمرشحين ضمن لائحته من جماعة وردانة لكسب أصوات ساكنة قبيلة بني وليشك، إضافة إلى رئيس جماعة أولاد أمغار بقبيلة تمسمان، وهو ما يشير إلى إستشعار الدرقاوي بخطورة الموقف الذي يوجد فيه بعد تراجع شعبيته الأمر الذي دفعه إلى الإنفتاح على باقي القبائل. مجمل الكلام يدور في فلك واحد وهو أم قبيلة بني توزين لن تكون معركتها سهلة المنال، فأطماع باقي المرشحين ستمتد لها، ووحده من يحسن تطبيق المثل الشائع "من أين تؤكل الكتف" سيستطيع الظفر بحصة وافرة من أصوات هذه القبيلة التي على الرغم من قلة جغرافيتها إلا أن فعلتها قد تكون كبيرة، إذ أن عدد الناخبين الذين صوتوا بجماعات القبيلة خلال الانتخابات الأخيرة فاق 11 ألف صوت.